جذب الاستثمارات.. تفاصيل مشاركة النائب محمد أبو العينين بمؤتمر تنمية الثروة المعدنية بأفريقيا

كلمة النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب خلال مشاركته بمؤتمر تنمية الثروة المعدنية في أفريقيا

شارك النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، في مؤتمر تنمية الثروة المعدنية في إفريقيا، وذلك بحضور الدكتورة أماني عصفور رئيسة مجلس الأعمال الأفريقي، والسيد فرانك موجيني المدير التنفيذي لمؤسسة تنمية المعادن الأفريقية، والسيدة سعاد عثمان المديرة التنفيذية لتحالف الحوار بشأن أفريقيا، والسيدة رون عثمان مديرة الصناعة والسياحة والتعدين وريادة الأعمال مفوضية الاتحاد الأفريقي.

وقد أكد النائب محمد أبو العينين في كلمته على آليات تعظيم الاستفادة من موارد القارة  الإفريقية وطريقة تسويقها بطرق جديدة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لأفريقيا لتقديمها للعالم بطريقة مبتكرة، مؤكدا أن أفريقيا هى أغنى القارات من الموارد الطبيعية والبشرية. وهي القارة الأكثر شبابا حيث أن ثلثي سكانها تحت 25 عاما، ولديها السوق الضخم الذى يضم 1.3 مليار نسمة .. العام القادم ستصبح أفريقيا أكثر سكانا من الصين، وعام 2100 سيصبح ثلث سكان العالم أفارقة.

مشيراً إلى أن أفريقيا أكبر القارات من ناحية الانتاج والاحتياطيات للمعادن الحرجة.. بها 30% من احتياطيات العالم.. من الكوبالت والنحاس والليثيوم والمنجنيز والنيكل والكروم والجرافيت والبلاتنيوم… والتى يعتمد عليها التحول للطاقة المتجددة وتصنيع السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والألواح الشمسية وتوريبنات الرياح والالكترونيات وأشباه الموصلات والأقمار الصناعية، وهو ما يمثل فرصة كبيرة لأفريقيا للتحول من مصدر لهذه المعادن كخامات إلى منتج ومصدر لها كمنتجات ذات قيمة مضافة عالية. هذا يحدث قفزة لأفريقيا ويزيد ايراداتها ويخلق الملايين من فرص العمل الخضراء.

وتابع أن بعض الدول بدأت في تصنيع هذه المعادن، علــى سبيــل المثال فإن مصــر بها أنقى الرمال البيضاء والتى تصل الى 20 مليار طن تستخدم فى صناعة السيلكون الذي يمثل 90% من صناعة الألواح الشمسية والشيبس وأشباه الموصلات، مؤكدا أن طن الرمال البيضاء لو صدر خاما ثمنه 40 دولار.. ولو تحول لزجاج يرتفع السعر إلى 1000 دولار.. ولو تحول لألواح شمسية يصبح سعره 10000 دولار، وأن سعر الطن البوكسيت عندما يصدر خام 65 دولار..  وعندما يصنع الى ألمونيوم يتضاعف السعر إلى 2335 دولار.

مشيراً إلى أن مصر بدأت منذ عدة سنوات في تصنيع الألواح الشمسية بالاعتماد على الرمال البيضاء وبالاعتماد على الأيدي العاملة من خريجي كليات الهندسة والجامعات التكنولوجية الجديدة بما يساهم في تلبية الطلب المحلى الكبير على هذه الألواح للتحول إلى الطاقة المتجددة حيث كان يتم استيراد هذه الألواح من الصين.

كما أكد على ضرورة وضع تشريعات تتضمن حوافز وضمانات جريئة وتنافسية تشمل إعفاءات ضريبية ومنح وتمويل ميسر تشجع على اجتذاب الاستثمار الأجنبي المباشر الذى يعمل في التصنيع. وتوفير البيئة الجاذبة لهذا الاستثمار للتوطن فى مناطق صناعية متخصصة ومناطق اقتصادية خاصة بها كل الخدمات والمرافق ومراكز التدريب والمدارس والجامعات ومراكز نقل التكنولوجيا وبها بنية أساسية متطورة وطاقة ومعه الصناعات الصغيرة والمتوسطة كصناعات مغذية بما يزيد الانتاجية ويخفض التكاليف ويرفع التنافسية.

كما أشار إلى ضرورة الترويج لفرص محددة ومدروسة على المستثمرين المستهدفين. ووضع خريطة بالمعادن فى أفريقيا والعمل على جذب الاستمارات اليها، والترويج لبراند جديد لأفريقيا بالاستفادة من دخول منطقة التجارة الأفريقية الحرة حيز النفاذ والتى تحول أفريقيا الى أكبر سوق موحد فى العالم قادر على اجتذاب استثمارات ضخمة.

مؤكدا على أهمية تطوير البنية الاساسية فلا صناعة ولا تجارة ولا اندماج فى سلاسل القيمة العالمية بلا طاقة أو نقل أو موانئ، وهذا ما فعلته مصر على مدار 10 سنوات حيث استثمرت أكثر من 500 مليار دولار لتطوير بنيتها الأساسية من طرق وموانئ وكهرباء وغيرها، بالإضافة إلى أن مصر خلال السنوات الـ 10 الأخيرة نجحت فى مضاعفة عدد الجامعات من 50 جامعة إلى 112 جامعة منهم 7 جامعات دولية من اليابان وألمانيا والولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا و 10 جامعات تكنولوجية و60 كلية فى الذكاء الاصطناعي.

كما أكد أنه لابد من التنفيذ الفعال لمنطقة التجارة الحرة القارية، وإزالة الحواجز غير الجمركية وتسريع التخليص الجمركي وتخفيض تكاليف التجارة. كى تتمكن الصناعات الافريقية من الاستفادة من وفورات الحجم الكبير، كما يجب الاستفادة من تنافس الدول الكبرى على أفريقيا من الولايات المتحدة والصين واليابان وأوروبا على أفريقيا من خلال تحديد المطالب الأفريقية من هذه الشراكات والضغط من أجلها فى المفاوضات معهم، وتشجيع هذه الدول على توفير برامج متخصصة لتأهيل الموارد البشرية باعتبارها العنصر الأهم فى جذب الصناعات عالية التكنولوجيا المتقدمة. فالدول تتمايز الآن بجودة موارادها البشرية وليس بوفرة مواردها الطبيعية.

وتشجيع مزيد من استثمارات هذه الدول فى مشروعات البنية الأساسية وخاصة النقل والطاقة المتجددة من أجل أن تستغل أفريقيا إمكاناتها الضخمة من الطاقة المتجددة. فـ 60% من أفضل مواقع الطاقة الشمسية في العالم فى أفريقيا، كل متر مربع في أفريقيا قادر على إنتاج كهرباء من الطاقة الشمسية أعلى بنسبة 60% من أي منطقة أخرى في العالم .

وتشجيع اقامة محاور اقليمية للتنمية تشجع الصناعة والتجارة والتكامل الاقليمى وتربط أفريقيا بالعالم.. وأن يكون لأفريقيا طريق الحرير الخاص بها، محاور تقوم على طرق وسكك حديدية وخطوط لنقل الكهرباء ويقام فيها موانئ جافة ومراكز لوجستية ومناطق اقتصادية وصناعية.

مشيراً إلى أن الرئيـس عبـد الفتـاح السيسـي طرح عدد من هذه المحاور مثل طريق القاهرة – كيب تاون الذى يمتد من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب والذى يربط مصر بـ 13 دولة أفريقية ويمكن أن يتوازى معه خط سكة حديد وخطوط نقل الكهرباء، وتمتد من هذا الطريق الطولي محاور عرضية تصل بين شرق وغرب أفريقيا، وكذلك مشروع لربط البحر الأبيض المتوسط ببحيرة فيكتوريا ملاحيا عبر نهر النيل، والذي سيربط 13 دولة في وسط أفريقيا ومنطقة البحيرات العظمى بشمال أفريقيا وأوروبا.

مؤكدا أنه من المهم العمل على حشد التمويل اللازم لهذه المشروعات التى يمكن أن تحدث قفزة لأفريقيا.