النائب محمد أبو العينين رئيس مجموعة كليوباترا وطنى من طراز رفيع عندما يتعلق الأمر بمصر فهو مقاتل شرس لحماية تراب هذا الوطن والدفاع عنه بحياته، يمتلك صوتا قويا فى المحافل الدولية وفى كل الأزمات كان دائما فى أول الصفوف مدافعا عن مصر سواء بالداخل أو الخارج، ومؤخرا فى أزمة كورونا كان أكثر رجال الأعمال الذين ساهموا مع الدولة بقوة لمكافحة الفيروس حيث بلغت إسهامات أبو العينين فى مواجهة أزمة كورونا 78 مليون جنيه.
أبو العينين ليس رجل صناعة أو برلمانيا أو سياسيا مصريا بارزا فقط ولكنه اسم عالمى وفكر ورؤية وعقلية تعنى النجاح والثقة، فهو صاحب ومؤسس مجموعة “كليوباترا” التى تعد واحدة من أهم 4 صروح صناعية واقتصادية فى العالم ومنتجاته تصدر لأكثر من 110 دول فى العالم وحصد عشرات الجوائز العالمية فى الاقتصاد والسياسة آخرها جائزة الإنجازات البريطانية كأفضل اقتصادى فى 2020 والتى تأجل حفل التكريم الخاص بها بسبب فيروس كورونا.
خلال حواره الهام مع مجلة “الإيكونوميست المصرية”، أكد أبو العينين أن الرئيس السيسى أعطى دروسا فى الإنسانية والشهامة للعالم خلال أزمة كورونا وأن موقفه من العالقين المصريين بطولى، وأثبت الرئيس أن الدول العظمى لا تقاس بالأموال والقوة ولكن بالحضارة والإنسانية.. وأوضح أبو العينين أن مصر تواجه حربا حقيقية بإجراءات استباقية جنبت وطننا مخاطر كارثية، وأن مشاركة رجال الأعمال مع الدولة فى مواجهة كورونا واجب وطنى وشرف، فمعادن الرجال تظهر وقت الشدائد، مؤكدا أن أزمة كورونا ستولد نظاما عالميا جديدا وعلى مصر أن تحول المحنة إلى منحة وفرصة وأن تستعد لما بعد الأزمة.
كما وضع أبو العينين روشتة وخارطة طريق لتحقيق نهضة اقتصادية ما بعد كورونا وأجاب عن العديد من الأسئلة الهامة التى تدور فى أذهان الكثيرين.. متى ستنتهى أزمة كورونا.. والتأثير الاقتصادى للأزمة على مصر ومتى ستعود الحياة لطبيعتها، وكيف ستتحرك مصر اقتصاديا بعد كورونا، وكيف تستفيد من الأزمة للنهوض اقتصاديا وجذب الاستثمارات ؟؟.. وإلـــى نـــص الحـــوار:
• شهدت الفترة الماضية تكاتفا من الجميع إلى جانب الدولة لمواجهة فيروس كورونا.. وكنت أكثر رجال الصناعة مساهمة بـ 78 مليون جنيه.. فحدثنى عن دوركم خلال الشهور الماضية لمواجهة أزمة كورونا والحد من انتشارها.
– عندما يواجه الوطن أزمة مثل فيروس كورونا فجميعنا لابد أن نساهم ونكون يدا واحدة عونا لبعضنا، والمساهمة إلى جانب الدولة فى تلك المحنة واجب وشرف وطنى عظيم، والحقيقة منذ اللحظة الأولى قررت أن أفعل ما بوسعى من أجل المساهمة والوقوف مع أى متضرر من تلك الأزمة، اتخذت مجموعة كليوباترا كافة الإجراءات الاحترازية أكثر من 20 إجراءً لمكافحة الفيروس، وتم تخفيض 50% من العمالة ومنحهم إجازات بالتناوب بأجر كامل والحصول على جميع امتيازاتهم لحماية سلامة عمالنا وموظفينا.
50 مليون جنيه شهريا أجور للعمال
– العمال هم رأس المال الحقيقى لأى شركة ولا ينبغى أن تتعرض حياة أحدهم للخطر أو المساس بدخله فلم ننتقص جنيها واحدا من رواتب أحد بل منحنا العلاوات والزيادات الدورية فى مواعيدها.. أكثر من 25 ألف عامل فى مجموعة كليوباترا “السياحية والصناعية والزراعية والإعلامية”.. لم يتم الاستغناء عن عامل واحد رغم انخفاض حجم الإنتاج الصناعى لـ 35% من الطاقة وتوقف السياحة وتخطى رواتب العاملين 50 مليون جنيه شهريا، فأموال الدنيا لن تجعلنا نفرط فى عمالنا ولا تساوى روح عامل واحد يموت أو تتعرض أسرته للتشريد.
78 مليون جنيه لدعم جهود الدولة
– حاولنا التحرك فى جميع النواحى والإسهام فى كافة المجالات المجتمعية لمواجهة الأزمة ومساعدة المتضررين ودعم جهود الدولة، حيث بلغ إجمالى مساهمات مجموعة كليوباترا خلال مواجهة كورونا 78 مليون جنيه ومازلنا مستمرين فى التخفيف من تأثير محنة كورونا والحد من انتشاره، حيث تحركنا بالتبرع لصندوق تحيا مصر بـ 25 مليون جنيه لصالح دعم جهود الصندوق العظيمة فى مواجهة كورونا، كما قمنا وتحت رعاية قيادة الجيش الثالث الميدانى برفع الكفاءة والتطوير والتجديد الشامل لمستشفى الصباح بمدينة السويس والتى تكلفت 24 مليون جنيه لتصبح جاهزة لاستخدامها كمستشفى عزل صحى من قِبل وزارة الصحة.
أجهزة تنفس صناعى وتلبية احتياجات المستشفيات
– كما تحركنا بشكل سريع لتوفير احتياجات المستشفيات من الأجهزة الطبية اللازمة وتجهيز غرف للرعاية وأجهزة تنفس صناعى وأجهزة مونيتور ومناظير حنجرية لرعاية مصابى كورونا فى مستشفيات حميات إمبابة بالجيزة والسويس العام وسوهاج التعليمى والأحرار بالزقازيق وقفط فى قنا.
حملات تعقيم وإطلاق قوافل الخير
– كذلك جاء تحركنا للوقاية بشكل أسرع من خلال حملات لتعقيم وتطهير كافة شوارع ومساجد وكنائس ومدارس جنوب الجيزة لحماية صحة المواطنين ومكافحة انتشار الفيروس، وبالتوازى مع ذلك أطلقنا مبادرة “قوافل الخير” لتجوب محافظات مصر من سيناء للسويس لقرية المعتمدية للصف والجيزة والمنوفية وبنى سويف “ما خلناش مكان” إلا وكنا متواجدين إلى جانب أهلنا لتقديم المساندة والدعم للأسر الأكثر احتياجا والقرى المتضررة من فيروس كورونا وزعنا 150 ألف شنطة سلع غذائية للأسر الأولى بالرعاية و متضررى كورونا جراء الحظر، ومستمرون أيضا خلال شهر رمضان المبارك وحتى انتهاء أزمة كورونا نهائيا، هذا واجبنا ودورنا تجاه أبناء وتراب هذا الوطن الغالى.
• لا صوت يعلو فوق صوت كورونا فى العالم.. وجميعنا يرى تعامل الدول مع الوباء، فما تقييمك لإدارة الحكومة للأزمة وما تتخذه من خطوات لمواجهة فيروس كورونا؟
– فى 14 فبراير، ظهرت أول إصابة بفيروس كورونا فى مصر، ووصل عدد المصابين حاليا لأكثر من 4 آلاف حالة بعد مرور حوالى شهرين ونصف من مكافحة الوباء، وهذه الأرقام خير دليل على نجاح الدولة المصرية فى إدارة أزمة كورونا خاصة إذا نظرنا إلى دول كبرى تفشى بها المرض فى لمح البصر و تسجل الآلاف من المصابين والضحايا يوميا.
– فخور بالملحمة الوطنية التى تديرها الدولة وأجهزتها لمكافحة كورونا، فالجميع يعزف نغمة واحدة “حب وتضحية وخوف” على أبناء مصر، بداية من القيادة السياسية التى رسمت المنظومة واستشعرت الخطر منذ البداية ومع ظهور حالات الإصابة بالصين وضعت الخطط والإجراءات لحماية مصر وأهلها من خطر الوباء وانتشاره.
مصر تواجه حربا حقيقية بخطط استباقية
– إن الدولة المصرية تواجه حربا حقيقية لها تأثيرها القوى على كل مناحى حياتنا، ضد عدو تمكن من عزل دول العالم، وفرض عزلة على الجميع فى منازلهم، حتى أقوى اقتصادات العالم تعانى من الأزمة، ومصر تعاملت مع كورونا باحترافية شديدة واتخذت إجراءات استباقية جنبت وطننا مخاطر كارثية وخسائر بشرية واقتصادية جسيمة ومنعت تفشى الوباء.
– فالقرارات التى اتخذتها الدولة المصرية فى الوقت الصحيح حمت مصر من الوباء ولم تجعلنا ننزلق إلى منعطف خطير تعانى منه دول كبرى، وما واكب ذلك من حزمة قرارات اجتماعية ومالية واقتصادية ساعدت على مواجهة تبعات كورونا ودعمت السوق الاقتصادية بالإضافة إلى جهود القوات المسلحة والشرطة اللتين قدمتا مثالا رائعا فى التعامل مع أبعاد الأزمة وتداعياتها وتوفير السلع الأساسية فى الأسواق وبأسعار تنافسية، وتطهير وتعقيم الشوارع وفرض الشرطة لحظر التجوال باحترافية.
تجربة قاسية ستظل محفورة فى عقولنا
– أزمة كورونا تجربة قاسية للعالم كله ستظل محفورة فى عقولنا جميعا، ولكنها أثبتت أن لدنيا حكومة أزمات وشاهدنا ذلك بوضوح فى التعامل مع الوباء وقبله موجة الطقس السيئ الذى ضرب البلاد، وكيف اتخذت الحكومة إجراءات جنبت مصر كوارث كثيرة وأثبتت صلابة وقوة مصر كدولة كبيرة تمتلك مخزونا هائلا لشهور واحتياطيا استراتيجيا جعلها لا تتأثر بالأزمة.. فإننا أمام دولة متماسكة تتعامل وفق خطط واستراتيجية وسيناريوهات مستقبلية ورؤية تحمى أبناءها.
السيسى أعطى دروسا فى الإنسانية والشهامة
– إننى فخور بإدارة الرئيس السيسى للأزمة فقد أعطى دروسا فى الإنسانية والشهامة للعالم، بداية من إعلانه استعداد مصر دعم كل دولة بالعالم تواجه فيروس كورونا، وإرسال شحنات المساعدات الطبية إلى الصين فى الوقت الذى تخلى عنها جميع الدول أثناء محاربتها للوباء وحدها، ثم إلى إيطاليا وأمريكا.. موقف إنسانى شهم، فالشعوب لا تنسى والتاريخ سيذكر عظمة مصر وإنسانية الرئيس السيسى فى التعامل مع محنة كورونا وإعلائه لروح التعاون والإنسانية والمحبة بين دول العالم لمواجهة هذا الوباء.
موقف إنسانى وعمل بطولى
– كذلك الرسائل المطمئنة التى بعثها الرئيس للمصريين فى عز الأزمة، فالسيسى الرئيس الوحيد الذى طمأن شعبه، فى الوقت الذى شهد العالم رسائل ترهيب من قادة دول كبرى، كلماته الحاسمة: “لن ننظر إلى خسائر مادية.. أمام أرواح وصحة المصريين”، سجلت موقفا إنسانيا وعملا بطوليا غير مسبوق، أبناء الشعب المصرى يثقون فى رئيسهم ويفهمون رسائله جيدا، هذه الثقة انعكست خلال السنوات القليلة الماضية على إيمان وثقة المصريين بحكومتهم ودورها القوى وما تؤديه وتتخذه من قرارات سليمة فى خدمة المواطنين خاصة بعد حرفية التعامل مع أزمتى الطقس وكورونا.
مصر تصدت لوباء كورونا أفضل من دول كبرى
– وحرص الرئيس على العمالة غير المنتظمة التى تأثرت بالأزمة وصرف منح لمدة 3 شهور لمواجهة تداعيات الحظر، وإطلاق الرئيس للمبادرات الاجتماعية والاقتصادية لمساعدة المتضررين من الوباء وحرصه على عودة العالقين المصريين بالخارج وتكليفه للحكومة بألا تترك مواطنا مصريا عالقا بالخارج فى ظل تلك الأزمة ورسالته المطمئنة “حتى لو كانت ظروفنا صعبة مش هنسيبكم”.. فالسيسى يقود مصر فى عز الأزمات بشفافية وصدق وأمانة.. وأثبت الرئيس للعالم أن مصر دولة كبيرة وعظيمة وأن الدول لا تقاس بما تمتلكه من أموال طائلة واحتياطيات بالبنوك المركزية ونفوذ وقوة نووية وسلاح.. ولكن بما تمتلكه من حضارة وتاريخ وإنسانية ووفاء لأبنائها وحمايتهم وقت الأزمات، مصر تعاملت وتصدت لوباء كورونا كدولة عظمى وما قام به الرئيس السيسى سينعكس فيما بعد على صعود اقتصادى سريع وجذب للاستثمارات.
• كيف ترى مستقبل الاقتصاد المصرى بعد الخروج من أزمة كورونا؟
كورونا خلقت العديد من الفرص وعلينا تحويل المحنة إلى منحة
– أزمة كورونا خلقت العديد من الفرص وعلينا تحويل هذه المحنة إلى منحة واستغلال هذه الفرص. والسؤال الذى يجب أن ننشغل به ماذا أعددنا لعالم ما بعد كورونا؟ وكيف تكون سياسة الدولة ليس فقط لتقليل الضرر والحفاظ على الوضع القائم وإنما للاستفادة من الفرص التى خلقتها الأزمة. كورونا ستؤدى إلى تغيير النظام العالمى وتغير شكل العولمة وسيزداد التركيز على الأولويات الوطنية وتوطين التنمية والصناعات داخل كل دولة والسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتعميق التصنيع داخل كل دولة وستتزايد المنافسة لجذب المستثمرين بين الدول.
– من ضمن الفرص التى خلقتها أزمة كورونا أنها زادت الوعى بخطورة اعتماد الاقتصاد العالمى على مصدر وحيد فى السلع والخدمات الأساسية والسلع الوسيطة وأنه يجب تنويع هذه المصادر، وهو ما يفتح لمصر فرصة كبيرة لجذب جزء من سلاسل الإمداد العالمية لتتوطن فى مصر بما يعظم الاستفادة من مزايا مصر الكبيرة مثل الاقتصاد المتنوع والشباب المتعلم والموقع المتميز والبنية الأساسية المتطورة والسوق المحلية والخارجية الكبيرة.
نحتاج لقرارات سريعة لخفض تكاليف الإنتاج والاستثمار
– لذلك من الضرورى مراجعة تنافسية مصر فى سوق الاستثمار واتخاذ قرارات سريعة لخفض تكاليف الإنتاج والاستثمار وتبنى مجموعة من السياسات التسويقية والإعلامية الجديدة وطرح فرص استثمارية جاهزة على الاستثمار العالمى لها دراسات جدوى ولها موافقات مسبقة وحوافز غير تقليدية وتفعيل الحوافز الواردة بقانون الاستثمار بما يؤدى لطفرة فى الاستثمار لاسيما فى الصناعات الجديدة عالية القيمة المضافة.
– من الضرورى أيضا توطين الصناعة وتعميق الإنتاج الصناعى وأن نضع خطة للإحلال محل الواردات فى المنتجات الوسيطة والتى ستفتح فرصا هائلة للصناعات الصغيرة القائمة ولإقامة آلاف من الصناعات الصغيرة الجديدة تعمل جنبا إلى جنب كصناعات مغذية ومكملة مع الصناعات الكبيرة وهو ما يوفر ملايين من فرص العمل المنتجة ويرفع من تنافسية الصناعة المصرية.
– وعلينا الاستفادة من النموذج الصينى فى التنمية والتى أصبحت مثلا أعلى للكثير من الدول فى كيفية النجاح فى اجتذاب كبار صناع العالم إليها وخلق مدن صناعية متخصصة حتى أصبحت تضم حاليا 25% من الإنتاج الصناعى العالمى وأن تصبح حلقة رئيسية فى سلاسل الإتناج العالمى، لذلك عندما توقفت مصانع الصين عن الإنتاج أدى ذلك لشلل اقتصادى عالمى.
الاستثمار فى العلم والتكنولوجيا :
– إن الثورة الصناعية الرابعة هى مستقبل الصناعة، علينا وضع السياسات والحوافز التى تؤدى لتوطين هذه الصناعات فى مصر. كذلك علينا أن نشجع العلم والعلماء وأن نفكر كيف يصبح لمصر مكانة متميزة على خريطة الابتكار فى العالم، وأهمية الاستثمار المكثف فى العلم والتكنولوجيا ووضع حوافز استثمارية كبيرة وفقا للمعايير الدولية لجذب الشركات والصناعة العالمية.
• أبو العينين واحد من رجال الصناعة القلائل فى العالم الذين يمتلكون فكرا مختلفا، ويمكنهم وضع روشتة اقتصادية تضمن تحقيق النجاح، فما شكل روشتة مصر الاقتصادية والفرص والتحديات لما بعد أزمة كورونا؟
– الاقتصاد المصرى يقف على أرض صلبة وسيتخطى أزمة كورونا بفضل الإصلاحات الاقتصادية والخطوات الاستباقية للقيادة السياسية. والمؤسسات الاقتصادية الدولية أشادت بأداء مصر مثل مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتمانى، بلدنا من الدول القليلة فى المنطقة التى ستحقق نموا اقتصاديا إيجابيا هذا العام فى حين سينكمش الاقتصاد العالمى. إن مرحلة ما بعد فيروس كورونا أخطر وتتطلب إعداد الاقتصاد ووضع الخطط المستقبلية للتغلب على الأزمة.
– حيث تمثل الأزمة فرصة للاقتصاد الوطنى للاستفادة من تحويل التحدى إلى فرصة للاستثمار.. فرصة لرجال الصناعة لإحلال المنتج الوطنى لاسيما من المنتجات الوسيطة محل الواردات بما يؤدى لتعميق الإنتاج الصناعى وخلق آلاف الفرص للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للعمل كمشروعات صغيرة ومتوسطة.
منطقة قناة السويس عاصمة اقتصادية جديدة
– المناطق الاقتصادية الخاصة هى أيقونة جذب الاستثمار فى العالم، ويوجد بالعالم أكثر من 5400 منطقة منها 2543 منطقة بالصين، و 373 بالهند، 262 بأمريكا، و47 بكوريا، وأفريقيا بها 237 منطقة.
– ومنطقة قناة السويس مؤهلة لتصبح مركز Hub للاستثمار والإنتاج للتصدير لأسواق أكثر من 100 دولة فى أوروبا وأفريقيا والمنطقة العربية، ويمكن أن تصبح مركزا لتوطين جزء من سلاسل الإمداد العالمية التى تسعى للخروج من الصين. فهى تقع على قناة السويس التى تعبر منها 20% من تجارة العالم ويمر منها 18 ألف سفينة سنويا ويخدمها 6 موانئ محورية.
– ومن الضرورى أن يعود لقانون المنطقة ما كان به من المزايا والحوافز، وأن تعفى مصانع المنطقة ومنشآتها الإنتاجية بل وكل مصانع مصر من الضريبة العقارية، وتشجيع الدول الصديقة على إنشاء مدن صناعية متخصصة لشركاتها فى منطقة قناة السويس على غرار المنطقتين الصينية والروسية.
قرارات جريئة
– مصر أمام تحدٍ كبير علينا التعامل بفكر جديد لأن العالم كله سيتغير بعد كورونا وكل دولة ستبحث عن فرصتها أولا، ويجب أن نسوق لأنفسنا لاحتلال المكانة الأفضل على خريطة الاقتصاد العالمى الجديد، القيادة السياسية لديها طموحات كبيرة وتسابق الزمن وتروج للاستثمار فى كل مكان، لكن ينبغى أن تكون السياسات والتشريعات على نفس طموح القيادة السياسية، ولابد من اتخاذ قرارات جريئة لخفض تكاليف الإنتاج والاستثمار والإنتاج الصناعى من خلال خفض أسعار الطاقة وربطها بالأسعار العالمية وخفض تكاليف النقل والعمالة والتأمينات الاجتماعية وأسعار الأراضى الصناعية، وتفعيل قانون التراخيص الصناعية وإلغاء الضرائب العقارية على المصانع لرفع تنافسية الصناعة وزيادة جاذبية مصر فى سوق الاستثمار العالمى.
مدن صناعية متخصصة للصناعات الصغيرة
– الصناعات الصغيرة تعتبر العمود الفقرى لاقتصادات الدول الكبرى وأطالب بإنشاء مناطق صناعية متخصصة بالمحافظات تتوافر بها كافة الخدمات لجذب الاستثمارات وتعميق الصناعة والربط بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وزيادة الصادرات.. كما أطالب بإقامة مدن صناعية متخصصة للصناعات الصغيرة على غرار مدينة كوبى اليابانية كمدينة متخصصة لرواد الأعمال الشباب والصناعات الصغيرة.
– فالمشروعات الصغيرة لها قدرة كبيرة على مقاومة الأزمات الاقتصادية لأن نسبة كبيرة من إنتاجها يتم تصريفه محليا ولديها قدرة أكبر على خلق فرص عمل باستثمارات منخفضة وتساهم فى رفع تنافسية الاقتصاد القومى وتحقيق عدالة التنمية الإقليمية وخلق التخصص الإنتاجى واستغلال الموارد المحلية وخلق أجيال متتابعة من المستثمرين وتوجيه المدخرات الصغيرة إلى التنمية. كذلك علينا تشجيع الاستثمار فى مشروعات التحول الرقمى والذكاء الصناعى وتكنولوجيا المعلومات والمشروعات التى تقدم ابتكارات جديدة فى الصناعة.
برامج جديدة لتأهيل الشباب لصناعات المستقبل
– ضرورة تدشين برامج جديدة بالجامعات والمعاهد الصناعية المتخصصة لتأهيل الشباب لصناعات المستقبل تقوم بتدريبهم وتهيئتهم على احتياجات تلك الصناعات الجديدة وتمكنهم من إقامة مشروعات جديدة وإنشاء مناطق اقتصادية متخصصة لتلك الصناعات تتوفر فيها كافة الخدمات التى تحتاجها مثل العمالة المدربة ومراكز البحوث والتطوير والبنية الأساسية عالية الجودة وأماكن الإقامة.
• رجال القطاع الخاص عليهم مسؤولية ضخمة تجاه مجتمعهم ووطنهم خاصة فى وقت الأزمات.. نود إلقاء الضوء على ذلك وعلى دوركم فى هذا الشأن؟
– مصر تعيش عصرا جديدا منذ ثورة 30 يونيو العظيمة ومع تولى الرئيس السيسى المهمة حدثت انطلاقة كبرى، حتى فى معنويات المصريين، طاقة إيجابية بثت فى نفوسنا جميعا، أن لمصر غدا أفضل، أدرك الجميع أنه لم يعد هناك وقت للتخاذل فلدينا رئيس انطلق بمصر ويريد أن يضعها فى المكانة التى تستحقها، يريد أن يبنى مصر الحديثة بسواعد أبنائها، ويجذب استثمارات جديدة ويؤسس مصر التكنولوجية ويأخذ بآليات الثورة الصناعية الرابعة، فكر ونجاحات اقتصادية كبيرة بشهادة أكبر المؤسسات الاقتصادية بالعالم، خطة للإصلاح الاقتصادى، فما تحقق خلال 5 سنوات ثلث ما تم إنجازه فى 100 عام، سباق مع الزمن أكثر من 11 ألف مشروع ضخم بمعدل 3 مشروعات يوميا، أضخم شبكة طرق، 22 مدينة صناعية و8 مطارات جديدة و14 مدينة على أحدث النظم التكنولوجية منها العاصمة الإدارية.. 6 أنفاق عملاقة فى سيناء وتشييد المنطقة الاقتصادية للقناة وإنفاق 600 مليار جنيه لتعمير وتنمية سيناء وللحفاظ على الأمن القومى لمصر.. أرقام قياسية غير مسبوقة وسط كل ذلك وخلال تلك المراحل كان رجال الأعمال الوطنيون إلى جانب الدولة يدعمون الرئيس يقومون بواجبهم ويفعلون ما بوسعهم ويمدون أياديهم من أجل دعم التنمية والتقدم ونهضة وطنهم.. فجميعنا كيان واحد يهدف لرفعة وتقدم مصر.
مصر فى معركة كبيرة أبطالها الجيش الأبيض
– ويبرز دور رجال الأعمال دائما فى الأزمات، وخلال محنة كورونا فإن الكل يؤدى دوره؛ الجيش الأبيض أبطال المعركة يحاربون الفيروس ويضعون أرواحهم فداء للوطن مثلهم مثل رجال القوات المسلحة البواسل وأبطال الشرطة، والإعلام قدم عرضا متميزا للوعى وكيفية التعامل مع الأزمة، وكذلك رجال الأعمال الوطنيون يدركون أن أقوى معانى الوطنية تظهر وقت الأزمة، وأن مساندة جهود الدولة واجب وشرف حتى تعبر مصر لبر الآمان.
– والكثير اتخذوا إجراءات مهمة للحفاظ على العمالة والرواتب والمساهمة فيما تقوم به الدولة من جهود لمكافحة انتشار كورونا، وهناك عشرات المبادرات التى أطلقها أصحاب المصانع والشركات ورجال الأعمال لعبور الأزمة، إن مساهمة القطاع الخاص إلى جانب الدولة فى أزمة كورونا وأى محنة يمكن أن يمر بها الوطن ليس اختياريا ولكنه واجب وطنى، وهذا وقت العطاء ورد الجميل للوطن ففى وقت الشدائد تظهر معادن الرجال.
• فزت بجائزة الإنجازات البريطانية كأفضل اقتصادى فى 2020 ولكن وباء كورونا حال دون تسلمك الجائزة أو إقامة الحفل.. فحدثنا عن تلك الجائزة.
– جائزة بريطانية مرموقة تصدر عن مؤسسة الإنجازات البريطانية وتمنح جوائزها للشخصيات الإقليمية أو الشركات والمؤسسات العالمية التى استطاعت تحقيق تميز وسمعة عالمية ونجاح وإنجازات هائلة طوال مشوارها وذلك فى 4 مجالات فقط هى “الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية وإدارة المدن الحديثة”.
– سعدت للغاية بالفوز بتلك الجائزة ليس لأنها فقط تأتى من خارج مصر فقد حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من أمريكا واليابان وإيطاليا وغيرها.. ولكن لأنه اعتراف بما تحققه من نجاحات وإنجازات وأن هناك من يرصد ذلك ويقدر ما تقوم به، وكذلك لأن اختيار الفائزين بجائزة الإنجازات البريطانية صعب ويتم اختيار المرشحين والفائزين من خلال مجلس خبراء ومستشارين فى كافة المجالات يفوق عددهم الـ 20 شخصا، وبعناية فائقة من قبل فريق بحث مهنى .. وفخور بأننى أول مصرى يحصل على هذا التكريم وتلك الجائزة.
– كان مقررا أن يقام الحفل على التقاليد البريطانية الكلاسيكية وبحضور عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الإقليميين ونخبة من المثقفين وخبراء التعليم والطب والاقتصاد بالعالم وممثلين عن 50 دولة يوم 17 أبريل الماضى بلندن ولكن حال وباء كورونا دون إقامة الحفل وتم تأجيله.
• من وجهة نظرك.. متى سينتهى كابوس كورونا ويعود العالم للحياة الطبيعية؟
– انتهاء أزمة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها مرهون باكتشاف العلماء لدواء أو لقاح للفيروس، وإلى حين وجود الدواء أو اللقاح لا بديل عن التزام المواطنين بإجراءات الدولة الوقائية والاحترازية حتى يمكن احتواء الوباء وخفض معدل العدوى بما يؤدى لتراجع وانحسار معدل الإصابات والوفيات. والحمد لله الوضع فى مصر ما زال تحت السيطرة ومعدل الإصابات والوفيات يتحرك بشكل أفقى، وأناشد المواطنين باستمرار الالتزام حتى نعبر الأزمة بأقل الأضرار.
علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع فيروس كورونا
– اليوم العديد من دول العالم بدأت تسير على النهج المصرى وهو التوازن بين الحفاظ على حياة الناس والالتزام بأعلى درجات الوقاية والإجراءات الاحترازية ومراقبة معدل الإصابة والعدوى وفى نفس الوقت السماح بدوران عجلة الاقتصاد لأن الإغلاق الكامل له أضرار أيضا بشرية واقتصادية فادحة. وكما قالت منظمة الصحة العالمية علينا أن نتعلم كيف نتعايش مع الفيروس لحين اكتشاف علاج له وهو ما يعمل عليه العديد من المختبرات حول العالم والذى قد يستغرق شهورا.
أدعو لمعاملة الشهداء والمصابين من الأطقم الطبية نفس معاملة شهداء ومصابى العمليات الحربية
– أوجه كل التحية للطواقم الطبية المصرية من أطباء وتمريض وفرق طبية، جيش مصر الأبيض الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن وأؤكد أن غدا سيصبح وباء كورونا من الماضى مثله مثل سارس والطاعون والتايفود ولكننا جميعا سنتذكر بطولاتهم فى مكافحة المرض ورسائل الوطنية والوفاء والإخلاص التى قدموها لمصر والتى ستكون رسالة للأجيال المقبلة فى حب الوطن، وأدعو الدولة لاتخاذ قرار بمعاملة الشهداء والمصابين من الأطقم الطبية نفس معاملة شهداء ومصابى العمليات الحربية لأنهم يقفون فى الصفوف الأولى ودورهم يماثل دور أبطال القوات المسلحة والشرطة فى الدفاع عن الوطن.