أبو العينين:
أكد النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب على أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت على حافة الهاوية والوضع قابل للانفجار في أي لحظة نتيجة تواصل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية منذ 8 أشهر ورفض إسرائيل كافة المقترحات للوصول الى حل من أجل الوقف الدائم لإطلاق النار وفتح أفق حقيقي لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
جاء ذلك خلال كلمة أبو العينين أمام اجتماع هيئة مكتب الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط والذي عقد في مدريد برئاسة فرانسينا أرمنجول رئيسة مجلس النواب الإسباني ورئيسة الجمعية وبمشاركة رشيد الطالبي العلمى رئيس مجلس النواب المغربي وبيدرو رولان رئيس مجلس الشيوخ الإسباني ومارك أنجل نائب رئيس البرلمان الأوروبي والنائب محمد أبو العينين نيابة عن المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب وبحضور رؤساء اللجان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمرأة بالجمعية.
وقال أبو العينين أن الهدف الحقيقي من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني هو اجباره على النزوح خارج غزة والضفة الغربية من خلال القتل المتعمد لأكبر عدد من المدنيين الأبرياء وتجويعهم وجعل قطاع غزة غير قابل للحياة. مضيفا أن القضية الأساسية لإسرائيل ليست حماس فهي تدرك أنها لن تستطيع القضاء عليها عسكريا ولكن تهجير الشعب الفلسطيني كما حدث عام 1948 للاستيلاء على ما تبقى من أراضيه. مشيرا الى أن إسرائيل فشلت في تحقيق هدفها بفضل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم ما يعانيه آلام وما قدمه من تضحيات والرفض المصري الحاسم والقاطع لهذا المخطط الإسرائيلي.
وأشار وكيل مجلس النواب الى أن مصر تعي هذه الحقيقة منذ اليوم الأول وبذلت جهود مضنية في محاولات وجولات للتفاوض ولقاءات مع كل الأطراف من أجل الوصول الى اتفاق يضمن وقف دائم لإطلاق النار ويسمح بإدخال المساعدات وتبادل الأسرى والمحتجزين ويفتح أفق حقيقي لتنفيذ حل الدولتين الذي يمثل الطريق الوحيد لتحقيق السلام والامن في المنطقة. كما تفتح مصر معبر رفح منذ اليوم الأول وعملت ليل نهار لإدخال المساعدات لقطاع غزة رغم التعنت والتعطيل المتعمد من جانب إسرائيل مشيرا الى أن 80% من المساعدات التي دخلت غزة هي مساعدات مصرية.
وشدد على أن إسرائيل تعمدت إفشال كافة الجهود للوصول الى حل لأن هدفها ليس وقف الحرب أو تنفيذ حل الدولتين وانما تهجير الشعب الفلسطيني خارج أراضيه المحتلة.
قال أبو العينين إن على المجتمع الدولي أن يختار هل سيظل صامت على من يواصلون القتل والاحتلال أم سيحول أقواله الى أفعال ويتخذ اجراءات عملية ويمارس ضغوط حقيقية على إسرائيل من أجل وقف الحرب وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني والاعتراف بحقه في إقامة دولته المستقلة.
ودعا أبو العينين الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط لعقد مؤتمر برلماني دولي عاجل للسلام في الشرق الأوسط بمشاركة برلمانيين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبرلمانيين من الدول العربية والأوروبية ومن الولايات المتحدة من أجل الاتفاق على خطوات عملية لدعم الجهود الهادفة للوصول الى وقف فورى للحرب ومعالجة السبب الحقيقي للازمة وكافة الأزمات السابقة وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم وتهجير منذ عام 1948.
كما طالب أبو العينين بضرورة وجود آلية للتواصل المستمر بين الجمعية والكونجرس الأمريكي من أجل تصحيح المعلومات والتصورات المغلوطة والاتفاق على خطوات مشتركة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة باعتباره مصلحة مشتركة للمنطقة والعالم.
وحذر أبو العينين من أن ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية من جرائم ضد الإنسانية بثت صورها عبر وسائل الأعلام والتي خلفت وما تزال رقما قياسيا من الشهداء والمصابين، غالبتهم من الأطفال والنساء ستخلق جيلا فلسطينيا وعربيا وعالميا جديدا فاقد الثقة في المجتمع الدولي والمنظومة الأممية، مما ينذر بمخاطر مستقبلية هائلة.
من ناحية أخرى أشار أبو العينين الى الحاجة تعزيز التكامل الاقتصادي في حوض المتوسط وزيادة الاستثمارات الأوروبية في دول جنوب المتوسط مضيفا أن نصيب المتوسط لا يزيد عن 2% من جملة الاستثمارات الأوروبية. وقال إن كثير من دول جنوب المتوسط يزداد ارتباطها بتجمعات أخرى مثل طريق الحرير الصيني وتجمع البريكس وخاصة بعد انضمام مصر والامارات والسعودية الى البريكس بداية العام الحالي وهي تجمعات لها طموحات كبيرة ولديها أدوات استثمارية ومالية كبيرة.
وطالب أبو العينين بوضع خطة عمل لتشجيع انتقال الاستثمارات من دول شمال المتوسط الى جنوبه، والاستفادة من التحول من سلاسل التوريد العالمية الى السلاسل الإقليمية من أجل إعادة توطين سلاسل الامداد الاوروبية في دول جنوب المتوسط، ووضع جيل جديد من اتفاقيات التجارة الحرة الاورومتوسطية يربط بين تحرير التجارة وبين زيادة القدرة التنافسية للصناعة ويشجع الاستثمار الأجنبي المباشر.
وشدد على أهمية تحويل تحدى التغير المناخي إلى فرصة لتشجيع المزيد من الاستثمارات في الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين الأخضر وربط شبكات الكهرباء وخلق سوق إقليمي للكهرباء بما يسهم في تحقيق أمن الطاقة من مصادر متجددة ونظيفة، وأهمية توسيع التعاون مع أفريقيا ليكون جنوب المتوسط هو الـ Hub يربط بين كل أفريقيا مع أوروبا.
وقال إن المؤتمر الاستثماري المصري الأوروبي والذي سيعقد في نهاية الشهر القادمة هو نقطة تحول وفرصة لتحويل الطموحات الى واقع من أجل جذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية الى مصر وتحويل مصر الى مركز للشركات الأوروبية للإنتاج والتصدير الى أفريقيا. مشيرا الى أن مصر توفر فرص استثمار هائلة ومناخ جاذب وموقع جغرافي فريد وسلسلة اتفاقات التجارة الحرة مع أكثر من 100 دولة وإمكانات هائلة للطاقة المتجددة ووجود قناة السويس التي تمر منها 20% من تجارة العالم.