ثمّن محمد أبو العينين، رجل الأعمال المصري ورئيس شبكة قنوات وموقع “صدى البلد”، دور الأزهر الشريف فى احتضانه للقضية الفلسطينية التى ساندها دومًا منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي ، لافتًا إلى أن مصر والدول العربية والإسلامية تسعى جاهدة لحشد الأصوات العربية والدولية لصالح القضية الفلسطينية وردًا على القرار الأمريكي الذي هو في حقيقته انتهاك للشرعية والمواثيق الدولية.
وأوضح “أبو العينين”، فى تصريحات خـاصة لـ”صدى البلد”، على هامش مؤتمر “نصرة القدس”، المنعقد بالأزهر الشريف ، أن هناك أكثر من 4 مليارات مسلم ومسيحي حول العالم يرفضون قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأخير بشأن القدس ويعتبرونه تعديا على حقوق الشعوب وتكريس الاحتلال والاستعمار، مشيرًا إلى أن هذا القرار يعتبر دفعة قوية جدًا للإرهاب والحروب في المنطقة ومحاولة لنقل القصة من قضية دولة فلسطينية محتلة إلى قضايا دينية أخرى غير مأمونة العواقب وفي منتهى الخطورة.
ونوه “أبو العينين”، بأن هناك دورا حيويا كبيرا جدا من الممكن أن تلعبه المؤسسات الدولية والبرلمانات الدولية والأمم المتحدة في هذه الفترة بالتحديد، فمن الممكن أن يكون هذا الدور عبارة عن إقامة مؤتمر دولي يضم كافة الأطراف وتطرح فيه كل القضايا المطلوب مناقشتها مثل قضية حل الدولة الفلسطينية بصفة عامة وقضية القدس بصفة خاصة.
وأضاف: مثل هذه القرارات من شأنها أن تسد كل سبل السلام وتؤجج غضب الشعوب والقيادات وإحداث الفتن الخطيرة جدًا، فبعد أن كنا على وشك الانتهاء من الوصول لاتفاقيات دولية واقتربنا من حلول للكثير من نقاط الخلاف بين الشعبين الفلسطيني وإسرائيل, جاء هذا القرار ليكون حجر عثرة في طريق السلام بين الطرفين.
وتابع: أعتقد أن هذه القرار بمثابة خطوة شديدة الخطورة ولا يجرؤ أحد على مدار التاريخ أن يتنصل منها أو يؤجلها بل على العكس فمثل هذه الخطوات تؤجج الغضب في نفوس كل الشعوب وكل القيادات وكل الأطياف الدينية ولا يملك أحد حق التنازل عنها، فهي ليست حقًا لأي شخص أو أي جهة بل هي حق للتاريخ والأمم والشعوب، فموقف العالم من هذه القرارات لا بد أن يكون موقفًا حاسمًا ولا بد من التمسك بالمواثيق التاريخية والمعاهدات الدولية وبقرارات الأمم المتحدة فهناك 185 قرارًا تم اتخاذها على مدار 70 عامًا وكل هذه القرارات تؤكد هذه المعلومات.. فهل من المقبول أن نأتي اليوم ونخالف قرارات 70 عامًا مرت بقرار أمريكي واحد.
وأضاف: في الحقيقة إنني أرى أن هذا القرار خطأ تاريخي كبير جدًا اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونحن ندعوه وندعو كل القيادات الأمريكية أن يعرفوا حقيقة الأمور للضغط على الكونجرس لعدم تنفيذ هذا القرار وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة، فمصر والدول العربية والإسلامية دول محبة للسلام وتنادي للسلام وفرص التوصل لاتفاق سلام مع الدول العربية فرص قوية جدًا، ولا يوجد أي مسئول في العالم سواء كان مسئولا دينيا أو سياسيا يستطيع أن يتغاضى عن هذا الموقف أو هذا الحق، فهذه ثوابت تاريخية والقدس هي عاصمة دولة فلسطين ولها أهميتها الدينية والتاريخية المعروفة للعالم أجمع، فمحاولة تغيير التاريخ الجارية حاليًا هي محاولة مرفوضة رفضا باتًا من كافة الشعوب وإننى أحيي موقف المؤسسات الدولية الأوروبية والبرلمان الأوروبي والبرلمان الأورومتوسطي والدول التي رفضت هذا القرار ولكن هذا لا يكفي فلا بد من الاستمرار في رفضه ورفض تنفيذه على أرض الواقع وأن يكون الموقف حاسمًا لتأمين العالم كله من أي مخاطر قادمة محتملة.