أبو العينين في حوار خاص عن الذكرى الـ 10 لثورة 30 يونيو:
أكد النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، أن ثورة 30 يونيو كانت بمثابة الأمل، بعد حزن كبير على ما آلت إليه الأحوال قبل الثورة، فجاءت ثورة 30 يونيو لتبث الأمل لاستعادة مصر بإرادة حرة، فكانت ثورة شعب حماها الجيش.
وقال أبو العينين خلال حوار خاص على قناة صدى البلد، في برنامج على مسؤوليتي مع الإعلامي أحمد موسى، إن مصر قبل ثورة 30 يونيو كانت على حافة الهاوية، والشعب المصري كان يفتقد لحقوقه التاريخية وأهمها الأمن والأمان، وكانت هناك محاولات لإيقاع مؤسسات الدولة وهدمها من جذورها.
وأضاف أن نماذج الإدارة قبل 30 يونيو كانت فاشلة، وغير قادرة على إدارة مؤسسات الدولة برؤى متطورة أو فكر حديث، ولم تكن قادرة على توحيد فئات الشعب المصري، وهو أكثر ما كان يشعره بالقلق على البلاد، قبل أن يقف الشعب بإرادة حرة تحميها القوات المسلحة لانتزاع حق الشعب وحماية شرعيته.
لقاء بان كي مون بالأمم المتحدة
وكشف أبو العينين أنه ذهب لمقر الأمم المتحدة بعد ثورة 30 يونيو، ومكث لمدة أيام من أجل تصحيح المعلومات المغلوطة عن مصر وعن ثورة 30 يونيو، والتي كان يروجها أعداء وكارهي مصر، وكيف جاءت ثورة 30 يونيو لتنهي عصور من الظلام والخوف والإرهاب واللادولة، في ظل سقوط كل القيم الاقتصادية والمؤسسية في البلاد.
وقال إنه جمعه لقاء امتد لساعة وثلث مع بان كي مون، تحدث معه بكل شفافية عن ثورة 30 يونيو مدعومًا بالصور والفيديوهات، ليخرج بعدها بان كي مون بعبارته الشهيرة ” ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعب حماها الجيش”، وقال أبو العينين إن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من مصائر كارثية عاشتها دول مجاورة.
تحدي عودة الأمن والأمان
وقال إن أكبر التحديات التي واجهت مصر خلال الـ 10 سنوات الماضية، كانت عودة الأمن والأمان وهو إنجاز يُدرس، وحدث تاريخي يقف أن نقف أمامه كثيرًا بفضل جهود القوات المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية، خاصة تطهير سيناء من الإرهاب والمهاجرين إليها من كل منظمات الإرهاب في العالم، فكانت مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم.
وقال إن محاربة مصر للإرهاب أثارت إعجاب وتساؤل أوروبا وأمريكا، وكيف استطاعت مصر أن تفعل ذلك، فكانت إدارة الدولة حاسمة، ومصر امتلكت الإرادة والإدارة لتحقيق ذلك، من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة.
وقال أبو العينين إن الإرادة المصرية تصدت لمطالب فئوية كانت كفيلة بإيقاع الدولة كاملة، وكنت أتعرض لتهديدات بالموت يوميًا من أجل بيع مصانعي، وقلت للإخوان موتوني ولن أبيع مصانعي أو أفرط في حق العمال.
الرئيس السيسي وإعادة بناء الدولة المصرية
وقال إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الجندي الملتزم الوطني صاحب الرؤية والمسؤولية أمام الشعب والوطن، وما حدث في عهده إنجاز.
وأضاف أن الرئيس السيسي أعاد بناء الدولة المصرية، وخاض حرب التنمية من أجل مصر، وتحديث القوات المسلحة لتصبح الأكبر والأقوى في المنطقة.
تعظيم القيمة المضافة لموارد مصر
وقال إن بناء الرئيس السيسي للبلاد، اعتمد على تعظيم القيمة المضافة للأصول والموارد المصرية، وهو فكر متقدم وطموح ورؤية حديثة، وكانت تُباع الأرض بجنيه واحد للمتر في عهود سابقة ولكنها بدون بنية أساسية.
وأضاف أن الرئيس السيسي ساهم في تعظيم قيمة الأراضي بالبنية الأساسية التي أحالت التراب إلى ذهب، وهي عبقرية.
وقال إن القروض التي حصلت عليها مصر كانت مدروسة ولدينا خطة لسدادها، قبل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، والتي أحدثت خللا في الإيرادات، حتى أن المصانع أغلقت في كل بلاد العالم.
القادم أفضل
وقال أبو العينين، كرجل صناعة عانيت من الأوضاع الاقتصادية في العالم خلال الفترة الماضية، لكن أستطيع القول بأن القادم أفضل، وكل ما تم استثماره في مصر سيتم حصاده والاستفادة منه خلال الفترة المقبلة على مستوى الاقتصاد والتعليم والخدمات.
وتحدث أبو العينين عن التطوير في مجال التعليم، بإنشاء 75 جامعة حديثة، مزودة بكل برامج علوم المستقبل والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والهندسة الوراثية، وقللت من سفر المصريين للخارج من أجل التعليم، ونستطيع القول بأن لدينا ثورة تعليمية في مصر الآن.
الاستثمار قبل وبعد 30 يونيو
وعن ملف الاستثمار، قال أبو العينين إن من المظاهر السلبية هروب المستثمرين من مصر خلال فترة الإخوان، وتعمد بعض المسؤولين تشويه المستثمرين وملاحقة رجال الأعمال في أوقات سابقة، مما تسبب في ضعف تدفق الاستثمار الخارجي، وتقلقل معدلات الادخار، وزيادة التضخم.
وقال أبو العينين إن الدولة المصرية قامت بالاستثمار بعد ثورة 30 يونيو حتى لا تسقط، وقدمت مبادرات صناعية وزراعية لدعم الاقتصاد في الفترة الماضية.
جذب القطاع الخاص
وقال أبو العينين إن الرئيس السيسي تدخل وساهم في جذب القطاع الخاص للمشاركة في الاستثمار والاستفادة من القيمة المضافة من المشروعات الوطنية.
وقال إن تخارج الدولة من بعض الأنشطة يبشر بمرحلة جديدة من التفاعل مع المستثمرين، وجدية الدولة لا بد أن تبدأ بالقضاء على البيروقراطية، والدولة تبذل جهودًا للقضاء عليها بعمليات الرقمنة.
ونوه بأن البيروقراطية عطلت فرص استثمارية كثيرة، على رأسها الاستثمارات الروسية الأوكرانية التي ذهبت بعد الحرب إلى تركيا، وكانت من المتاح أن تستفيد منها مصر.
وقال أبو العينين إن القطاع الخاص في مصر، تأثر بما حدث في 2011، وكذلك متغيرات سعر الصرف والفائدة وزيادة تكاليف الإنتاج والاستثمار مؤكدا أن فاتورة الغاز ارتفعت على أصحاب المصانع، على الرغم من تشجيع الدولة للقطاع الخاص.
100 مليار دولار صادرات
وعن خطة الوصول لـ 100 مليار دولار صادرات، التي تحدث عنها الرئيس لسيسي، قال أبو العينين إن التصدير أحد حلقات المثلث الذهبي بجانب الاستثمار والإنتاج.
وقال إنه لتحقيق ذلك يجب أن تتحول مصر الى دولة صناعية متقدمة، تملك التكنولوجيا وتملك الإرادة لاجتذاب أكبر شركات العالم على أرضها، كما هو الحال في مجال البترول، والذي يشهد طفرة عالمية وجذب كبرى شركات العالم.
وأضاف أن التكنولوجيا هي أساس صناعات المستقبل، ويجب الاعتماد على الشباب وتفجير طاقته من خلال ربطه بكبرى شركات العالم من خلال توطينها ومنح المزايا والحوافز لها وتوفير فرص عمل وتقديم مزايا ضريبية للمستثمرين، ووضع خطة لجذب المستثمر الأجنبي وتذليل الصعاب أمامهم.
ولفت إلى أن الانتقال إلى مرحلة الصناعة الحيوية والتصدير تحت شعار صُنع في مصر، سيفتح لمصر أسواقًا كبرى في إفريقيا وأوروبا خاصة مع امتلاك مصر لموانئ هامة وموقع جغرافي فريد يسهم في زيادة حركة التجارة الدولية مع قارات العالم، مشيرا إلى أن دولة مثل سنغافورة تسوق لنفسها أمام العالم من خلال موانئها، ولا بد من التعاقد مع شركات عالمية لإدارة الموانئ المصرية وتعظيم مواردها.
مشروع النقل النهري عبر 11 دولة
وقال إن المشروع الأهم استغلال نهر النيل الذي يمر بـ 11 دولة من أجل زيادة النقل النهري، والتحالفات التجارية مع دول إفريقيا.
وطالب أبو العينين مؤسسات التمويل الدولية بدعم هذا المشروع الذي سيشكل نقلة في النقل النهري على المستوى الإفريقي.
مدن صناعية متخصصة
وقال إنه يتمنى أن تقوم الدولة ببناء مدن صناعية متخصصة وتدعو الشركات العالمية، لتبدأ صناعاتها في مصر، ولا بد من عودة قانون المناطق الصناعية ذات الطبيعة الخاصة والذي تم تغييره في الماضي.
وقال إنه لابد من تسويق مصر إلى دول العالم بطرق مختلفة، على غرار الصين التي تقدمت من خلال المناطق الصناعية ذات الطبيعة الخاصة.
شعب فطِن وحياة كريمة
وأضاف أن الشعب المصري فطِن وذكي جدا، ويعلم أن هناك قائدًا قدم حياته بوطنية خالصة من أجل إنقاذه وحماية ثورته، ويقوم على مدار 10 سنوات بجولات ميدانية في كل المشروعات التنموية.
وقال إن السيسي هو من أنقذ مصر ويحارب بقوة وثبات أمام كل التحديات بصفة الجندية بما تحملها من شهامة وحب للوطن، ومتابعة مستمرة للشارع المصري، فاستحق حب الشعب المصري له رغم المعاناة من الظروف، وقال ان حب الشعب المصري للرئيس السيسي سيظهر في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وأضاف أن حياة كريمة غيرت وجه الريف المصري، وكذلك مشروعات تبطين الترع ومشروعات الأمن الغذائي من أجل تأمين الغذاء للشعب المصري، وكذلك برامج تطوير التعليم الذي يشغل 87% من اهتمامات الأسرة المصرية.
الانتخابات الرئاسية.. وحق الشعب
وعن الانتخابات الرئاسية القادمة، قال أبو العينين إنه يتمنى مشاركة عدد كبير من المرشحين، ودعا الأحزاب القوية لتقديم فكر جديد وبرامج عمل حديثة، وقال إن التحدي الثاني هو نزول الشعب لاختيار من يمثله، والصندوق هو من يحكم تحت إشراف قضائي كامل، وحق الشعب المصري أن ينتخب من يريد، وقال إن برامج المرشحين والتاريخ الحزبي والسياسي سيسهم في إنجاح الانتخابات، ولابد من الاستفادة من كل سلبيات الماضي.
وقال إن المرشح لابد أن يكون لديه برنامج طموح لتفجير طاقات الشباب والاستفادة منهم، وإن الحياة الحزبية تتصل بالشارع، والحزب الذي يتفاعل مع الشارع ولديه تصور ورؤية وظهير شعبي، سيكون له صوت مسموع، والحزب السياسي القوي لديه رؤية ومبادئ وشخصية قوية
التخالف الوطني فكرة عبقرية
وقال أبو العينين إن التحالف الوطني فكرة عبقرية بثت الروح في منظمات العمل الأهلي، واقترب من كل طبقات المجتمع وساهم في الوصول بالخدمات إلى أكبر شريحة من المصريين، وسيكون هناك قانون جديد من أجل التحالف الوطني وتقديم خدماته بشكل أكبر.
وعن الأفضل لمصر، ما بين الانتخابات الفردية أو نظام القائمة، قال إن النظامين مطلوبات أم القوائم النسبية فمن الصعب تطبيقها.
وطالب أبو العينين بإعادة تقسيم الدوائر خاصة الدوائر الكبيرة التي تضم مئات القرى، وذلك من أجل خدمة المواطنين، والجمع بين نظام الفردي والقائمة المطلقة هو الأنسب في الانتخابات البرلمانية خلال الفترة المقبلة.
الحوار الوطني فجر طاقات الشباب والمرأة
وأكد أن الحوار الوطني فجر طافات فكرية كبيرة جدًا، والسيسي طرح حوارًا أراد به أن يسمع كل فئات الشعب المصري، وهذا سيولد أفكار جديدة ترسم خطى ورؤى المستقبل، وسيسهم في ظهور قيادات شبابية جديدة على كل المستويات، وهو ما نريده في الوقت الحاضر.
وقال إن المرأة تلعب دورا كبيرا في الحوار الوطني، الذي سينتج عنه توصيات هامة ستُرفع للرئيس السيسي.
صدى البلد قناة لا تنطق إلا بالحق والمصداقية
وعن دور الإعلام المصري في دعم الثورة المصرية، أكد أن قناة صدى البلد كان لها دور وطني جليل خلال الثورة، موجهًا التحية لكل مذيعيها والعاملين بها وما تحققه من تحديثات للأفضل، ونحن قناة للدولة المصرية لا تنطق إلا بالحق والمصداقية والشفافية.
ووجه أبو العينين كلمة إلى الشعب المصري، قائلا كل سنة وشعب مصر عظيم، وأدعو الله أن يتم نعمته علينا ويحفظ مصر وقائدها من كل سوء وينصر به مصر والأمة العربية والإسلامية.