أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، أن حرب روسيا وأوكرانيا تسببت في العودة للمربع صفر حيث عاد العالم للاعتماد على الوقود الأحفوري بسبب ارتفاع سعر النفط لمستويات قياسية.
وتابع أبو العينين خلال جلسة لمجلس الأعمال المصري الأوروبي، صباح اليوم الأربعاء، حول الأزمة الأوكرانية والتطورات الجارية على الصعيد الدولي وتداعياتها على الاقتصادين المصري والدولي، «بعد أن كاد العالم يخرج من جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية إضافة لمأساة إنسانية تتعلق بإننا فقدنا الكثيرين من أصدقائنا بسبب هذا الوباء اللعين، ولم نكد نخرج حتى داهمتنا هذه الحرب المأساوية، بعد أن كان هناك أمل في أن يشهد اقتصاد العالم تحسن طفيف لمواجهة تداعيات الجائحة».
وحضر اللقاء الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، ومحمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، وسفراء الاتحاد الأوروبي العاملين بالقاهرة، إضافة للسفراء الجدد المعتمدين، سفير فرنسا وسفير إيطاليا وسفيرة النرويج وسفير ألمانيا، وأعضاء شعبة المستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية، كما جرى خلال الاجتماع الاحتفال بمرور 20 عاما على تدشين مجلس الأعمال المصري الأوروبي، كما جرى تكريم جيل المؤسسين والرواد للمجلس وإهداء درع المجلس للفريق أسامة ربيع.
وخلال اللقاء أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، أن الحرب الروسية الأوكرانية مأساة كبيرة، يشهدها عالمنا، وستؤثر بقوة على إمدادات الطاقة وسلة الغذاء العالمي
وقال أبو العينين: «هذه الحرب الروسية الأوكرانية تمس كل أسرة في أي دولة في العالم، وهناك حملات إعلامية مضللة من الجانبين، وآن الأوان أن يتم اتخاذ خطوات سريعة لوقف هذه الحرب، لتعويض نقص الطاقة والعجز في سلات الغذاء، وكذلك تناسي التغير المناخي، بسبب الضغط على الوقود الأحفوري».
وشدد رئيس المجلس المصري الأوروبي على أن قادة العالم يجب أن يجلسوا معا ويدرسوا سبل التعاون وبسرعة لإنهاء حالة الانهيار التي يشهدها الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن المجلس المصري الأوروبي هو واحد من المنظمات غير الحكومية التي لابد أن تؤخذ مقترحاته بعين الاعتبار، ووجه السفراء الأوروبيين باستغلال منصات الإعلام المصرية لمخاطبة الجمهور بمقترحاتهم البناءة لحل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وتابع أبو العينين أن المصريين قلوبهم مفتوحة للترحيب بأي قرارات تساعد في إنهاء الأزمة، ومصر أرض السلام، وتحترم القانون الدولي وصوتت في الأمم المتحدة لصالح قرارات الشرعية الدولية.
وحول ارتفاع أسعار القمح العالمية وتأثيرها على الداخل المصري قال أبو العينين إن مصر لديها فائض مخزون يكفي حتى نهاية العام، كما أن الرئيس السيسي وجه برفع سعر توريد القمح من المزارعين المحليين لتشجيعهم على بيعه للحكومة كما أن خطة الدولة زادت المساحة المنزرعة بحوالي ٢٥٠ ألف فدان.
وثمن وكيل مجلس النواب الخطوات التي اتخذتها الحكومة بتوجيهات الرئيس السيسي، في جميع المجالات، خاصة في مجالات البنية التحتية، وأشار إلى اتفاقات التجارة الحرة التي وقعتها مصر مع مختلف البلدان والتجمعات الاقتصادية خاصة في أفريقيا وأوروبا، وثمن أيضا حزمة القوانين التي أقرتها الحكومة من أجل تشجيع الاستثمار، وكذلك المناطق الحرة المتخصصة، وقال إنه “وقت الاستثمار في مصر الآمنة بسبب بيئة الاستثمار الملائمة للتصدير، والتصنيع.
وحول أزمة سد النهضة أكد أبو العينين أن مصر ملتزمة بالاتفاقيات التي وقعتها وفقا للقانون الدولي، مطالبا السفراء الأوروبيين بمساعدة مصر لإلزام إثيوبيا بتوقيع اتفاق ملزم حول عمليات الملء والتشغيل، وإلا فإن حياة 100 مليون مصري مهددة بسبب التعنت الإثيوبي.
وقال وكيل مجلس النواب إنه كان محظوظًا بالمشاركة هذا العام كمتحدث رئيسي في منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، والتي انعقدت في شرم الشيخ في يناير هذا العام والذي شهد مشاركة واسعة من ممثلين من 197 دولة وحضور أكثر من 7 آلاف شاب وشابة، ورغم ظروف جائحة كورونا في مكان واحد.
وأوضح أنه كان من المهم للغاية ولنا جميعا أن نكون محاطًين بشباب من جميع أنحاء العالم مليء بالأفكار والحيوية، متابعا « وفي الوقت نفسه، كان بمثابة تذكير كبير وهام لنا، بأنه علينا “نحن القادة” أن نتحمل مسؤولياتنا لجعل هذا العالم مكانا آمنا للأجيال المقبلة، لتستطيع هذه الأجيال قيادة المرحلة القادمة بكفاءة وبأكبر قدر من ظروف الإبداع والابتكار».
وتابع أبو العينين أنه بعد غزو روسيا لشرق أوكرانيا، في 24 فبراير 2022، ازدادت المخاوف بشأن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا؛ حيث بيّنت موسكو مرارًا وتكرارًا أنها استخدمت صادرات الطاقة للاستفادة من المكاسب الجيوسياسية العديدة، وعادت قضية تنويع مصادر الطاقة مُجددًا إلى اهتمام صناع القرار الأوروبيين في مجال الطاقة، في ظل استمرار أزمة الطاقة وارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعيولفت إلى أن العالم يحتاج إلى إنفاق 4 تريليون دولار سنويًا على الطاقة المتجددة للوصول إلى نسبة 0 % صفر انبعاثات من استخدامات الوقود الأحفوري
وقال: «حذرنا مرارا من أن أزمة الطاقة قد تتطور إلى أزمة جيوسياسية لتعلقها بقضية الغذاء وهي قضية أمن قومي في المقام الأول، وهناك حروب قامت بسبب الصراع على آبار البترول وثورات قامت بسبب انعدام الأمن الغذائي».
وأكد وكيل مجلس النواب أن العام الماضي شهد أعلي نسبة تلوث بيئي في التاريخ، بسبب الاعتماد علي الطاقة الأحفورية غير النظيفة . وما حدث جاء بسبب الدول الصناعية الكبري التي تتسبب في 80%من الانبعاثات وتغيير المناخ، وهذه الدول تأثرت صناعتها وزراعتها وخدماتها وسلاسل الإمدادات الخاصة بها مما زاد الضغط علي الحكومات التي رفعت تكلفة استخدام الكهرباء.
وأضاف أن أمل العالم أجمع، أن يكون لديه اكتفاء ذاتي في الطاقة المتجددة، لكن الدول تواجه مشكلات تكنولوجية ومشاكل في التمويل، ولابد من مبادرات دولية لإيجاد حلول لتلك المشاكل
وشدد أبو العينين على أن أكثر من نصف إمدادات الغاز الأوروبية يأتي من روسيا عبر أنابيب الغاز وعلى شكل غاز مسال، ونحو 27% من واردات النفط الأوروبية يأتي من موسكو
وأشار إلى أن تدفق اللاجئين الأوكرانيين هو الأسرع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث عبر أكثر من 1.5 مليون لاجئ من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة منذ بدء الغزو الروسي. وقالت مفوضية اللاجئين في تقرير سابق عن الأزمة إن ما يقدر بنحو 4 ملايين شخص قد يفرون من أوكرانيا خلال الصيف.
وخلال اللقاء رحب أبو العينين بالفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وكذلك بالسفراء الجدد ، سفير فرنسا الجديد وسفير إيطاليا الجديد، وسفير ألمانيا الجديد، وسفيرة النرويج الجديدة.
وشهدت الجلسة دقيقة حداد وقوفا على روح النائبة الراحلة بسنت فهمي العضو في مجلس الأعمال المصري الأوروبي.
من جانبه أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن قناة السويس تلتزم بالاتفاقيات الدولية خاصة اتفاقية القسطنطينيةوشدد على أن الهيئة تجري عديد من التوسعات في القناة في البحيرات المرة الصغرى، من أجل اتمام ازدواجية القناة وحتى الآن الأثر من هذه الحرب ليس ملموسا لكن سيحدث التأثير، كما أن تجارة البحر الأسود العابرة للقناة ستتأثر.
أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، أن الهيئة تتعامل في الأزمة الروسية الأوكرانية بشكل محايد، وفقا لاتفاقية القسطنطينية حيث نؤدي جميع الخدمات لضمان مرور جميع السفن بأمان تام وفي فترة زمنية لا تزيد على 11 ساعةجاء ذلك خلال اجتماع مجلس الأعمال المصري الأوروبي بحضور رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي محمد أبو العينين، وسفراء فرنسا وايطاليا وألمانيا والنرويج
وأضاف “ربيع” خلال كلمته، أن الهيئة تعمل حاليا على تنفيذ مقترح أعمال التوسعة الجديدة لقناة السويس يشمل تعميق المجرى من الكيلو 132 وحتى 162 ، في القطاع الجنوبي للمجرى الملاحي قرب السويس.
كما يشمل المشروع ازدواج القناة بطول 10 كيلومترات من الكيلو 122 وحتى الكيلو 132 قرب البحيرات المرة ليصبح لدى القناة قناتان بطول 10 كيلو لتحسين حركة الملاحة بنسبة 28%، وزيادة عدد السفن المارة بالقناة لتصل إلى 6 سفن بواقع 3 بكل اتجاه.
من جانبه أكد سفير ألمانيا بالقاهرة فرانك هارتمان، أن الحرب الروسية الأوكرانية ألقت بظلالها على كافة دول العالم، وليس على الدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن التأثير لم يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط بل امتد الى الجانب السياسي أيضا، لافتًا إلى أن الحرب أسفرت عن تدفق العديد من اللاجئين الأوكرانيين الى دول مختلفة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد هارتمان على ضرورة تعاون مختلف الدول للتوسع في الطاقة الجديدة والمتجددة خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية والتي أثرت على أسعار الطاقة.
ومن جانبه قال سفير فرنسا بالقاهرة مارك باريتي، إنه بعد الحرب العالمية الثانية بدأت دول العالم في رسم طريق جديد قائم على السلام والتعايش والتعاون فلا تستطيع أي دولة أن تعمل بمعزل عن الدول الأخرى وذلك حتى نستطيع أن نحدد الدول التى تحتاج إلى المساعدة التى يقدمها المجتمع الدولي مع ضمان سيادتها و تحقيق حياة كريمة لها.
واتفق معه سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة هونغ جين ووك مشيرًا إلى أن العالم كله سيعاني من الأزمة الروسية الأوكرانية معربا عن قلقه من أن الحرب بداية لكارثة.
وأكد أن موقف بلاده رافض لأي أعمال تخص الحرب والاعتداء على المدنيين والدول المجاورة، مؤكدا ضرورة أن تتعاون الدول لكي تستطيع اتخاذ قرار قوي لفرض عقوبات على الدول المعتدية، لافتا أن بلاده حتى الآن لم يكن لها علاقات واضحة مع الدول المعنية بالازمة لكن نحاول المساعدة بكل ما لدينا لايقاف الحرب، وقال إن مصر تعد شريك وحليف استراتيجي لبلاده معربًا عن أمله ان يناقش مؤتمر المناخ 27 المشاكل التى نواجهها للتغير المناخي للوصول إلى عالم نظيف.
كما اتفقت سفيرة سويسرا بالقاهرة ايفون باومان، أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على دول العالم أجمع معربة عن أملها في إيجاد حلول لحل الأزمة، مشيرة إلى أن بلادها خاطبت روسيا للتوقف عن الاعتداء على دولة صغيرة مثل أوكرانيا، وقالت إن بلادها تحترم القانون الدولي والتعاون الدولي مؤكدة أن بلادها على استعداد لمساعدة مصر في ما تفعله من جهود حثيثة لحل المشكلات.
وفي نفس السياق أدان سفير ايطاليا بالقاهرة ميكيلي كواروني، اعتداء روسيا على دولة أوكرانيا المجاورة مشيرًا أن بلاده لانرغب في أن يحدث هذا مرة اخرى، ومنوها بأن الحرب ستؤثر بشكل عالمي على توافر الطاقة والقمح، ومن سوء الحظ ان العالم سيعاني من نقص السلعتين في حالة استمرار الحرب.
كما ثمنت سفيرة النرويج هيلدا كليمتسدال موقف مصر من الأزمة الأوكرانية داخل أروقة الأمم المتحدة.