أبو العينين:
قواتنا المسلحة نجحت فى دحر الإرهاب وتجفيف منابعه
مصر بعد 30 يونيو قدمت نموذجا يحتذى فى استعادة الدولة وإطلاق التنمية وتعزيز المواطنة
أكد محمد أبو العينين، الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، أن “قواتنا المسلحة نجحت في اجتثاث جذور الإرهاب في شمال سيناء، ودمرت بنيته التحتية، وتطارد ما تبقى من فلوله تمهيدا للقضاء النهائي عليه”، مضيفًا أن مصر خلال السنوات الأربع الماضية قدمت نموذجا يحتذى في الحفاظ على أركان الدولة وتقوية مؤسساتها وتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ دولة المواطنة وسيادة القانون وتنفيذ خطة تنموية طموحة ومشروعات عملاقة لتأهيل الدولة للانطلاق إلى مستقبل أفضل.
جاء ذلك خلال لقاء “أبو العينين” اليوم وأعضاء الوفد رفيع المستوى للبرلمان الأورومتوسطي مع فلاديمیـــر فورونكــــوف رئيس مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأضاف “أبو العينين”، أن “مصر في طليعة الدول التي عانت من الإرهاب منذ أربعينيات القرن الماضي. ولا تزال تخوض حربًا ضروسًا عسكرية ودبلوماسية وفكرية ضد كافة تنظيماته ورعاته ومموليه وداعميه ومن يوفرون الملاذ الآمن له، ليس فقط دفاعًا عن أمنها ولكن أيضا دفاعا عن أمن المنطقة والعالم”، لافتا إلى أنها اعتمدت على ذاتها وعلى قواتها المسلحة وشرطتها وقدمت للعالم تجربة تحتذى في كيفية مكافحة الإرهاب والتصدي لجرائمه، مؤكدا أن الأمن لا يتجزأ، والإرهاب يهدد لكل الدول، ومن ثم ينبغي للعالم أن يتحد في مواجهته مهما كانت الاختلافات بين دوله.
وأردف أنه “يجب أن تعي الدول التي تستخدم الإرهاب كأداة لتحقيق مصالح سياسية وتمده بالتمويل والدعم اللوجيستي والغطاء السياسي والإعلامي أنها ليست بمأمن من مخاطره بل ستكتوى حتما بنيرانه. مؤكدا على ضرورة محاسبة الدول التي ترعى الإرهاب وتموله وتسلحه وتوفر الملاذ الآمن له وتستضيف قادته”.
وقال الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطي، إن “الدلائل عديدة على توظيف بعض الدول الإرهاب كأداة لتحقيق مصالح سياسية ويكفى ما شهدناه من حصول الجماعات الإرهابية في شمال سيناء على أحدث الأسلحة بملايين الدولارات. فمن أين حصلت على التمويل؟ وكيف اشترت هذه الأسلحة؟ كذلك ما نراه من خروج الإرهابيين أمنيين من سوريا وتنقلهم عبر حدود دولية واتجاههم لمناطق أخرى في العالم”، داعيا المجتمع الدولي لمساندة رؤية مصر القائمة على أن الفراغ الذي ترتب على إسقاط الدول في منطقة الشرق الأوسط هو الذي وفر البيئة الخصبة لانتشار التنظيمات الإرهابية. وأكد أن تجفيف منبع الإرهاب الأساسي يتطلب استعادة الدولة الوطنية والحفاظ على وحدتها وتقوية مؤسساتها وخاصة جيوشها الوطنية لتمكينها من بسط سيطرتها على كافة أراضيها.
وشدد الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطي، على ضرورة مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية أيًا كانت مسمياتها. لآنها تجمعها مظلة أيدولوجية واحدة وتترابط فيما بينها وتمد بعضها بالتمويل والتسليح، مطالبا بإنشاء آلية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة لتجميع المعلومات المتعلقة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإتاحة تلك المعلومات لكافة الدول. ومساءلة الدول التي تحجم عن تمرير ما لديها من معلومات عن مشتبهين وتهديدات إرهابية للدول المعنية حتى تقع الأعمال الإرهابية بالفعل.
وأشاد “أبو العينين”، بالمبادرة الشجاعة للرئيس السيسي وتكليفه الأزهر بالتصدي للتفسير المنحرف للإسلام والذي تستخدمه التنظيمات الإرهابية لتجنيد عناصرها وتبرير جرائمها. مؤكدا أن الإسلام بريء من الإرهابيين والمتطرفين ، وبريء من اليمينيين والشعبيين الذين يحاولون إلصاق تهمة الإرهاب به. وأوضح أن الإسلام دين السلام والتسامح، والمسلمين هم أكبر ضحايا الإرهاب، مطالبا الدول بإصدار تشريعات تمنع الخلط بين حرية التعبير وبين التحريض على المسلمين وسب نبيهم ودينهم. داعيا الأمم المتحدة للقيام بمزيد من المبادرات لتعزيز التسامح والحوار بين أتباع كافة الأديان في العالم، لأن التعصب والكراهية والتمييز والتهميش هي الوجه الآخر للإرهاب والذى يغذيه ويقوى شوكته ويدعم حجته المزعومة.
وحيا أبو العينين مبادرة الرئيس السيسي الرائدة لتنظيم منتدى شباب العالم على أرض مصر ليكون صوت الشباب من مختلف الدول ليتحاوروا ويتعارفوا ويناقشوا قضاياهم ذات الاولوية، مطالبا شركات الإنترنت بالقيام بمزيد من الإجراءات لاكتشاف وإزالة المحتوى الذى يروج للإرهاب ويحرض عليه.
وأكد أهمية إسهام الأمم المتحدة فى رفع قدرات الدول وتقديم المساعدات التقنية والمادية لأجهزة مكافحة الإرهاب، خاصة في الدول التي تعانى من فراغ أمنى وأزمات سياسية، والتي تتخذها التنظيمات الإرهابية كمسرح ومنطلق لتنفيذ مخططاتها العدائية ضد مختلف الدول وخاصة جيرانها.
أكد “أبو العينين” أنه فى وسط الأزمات التى يعانى منها الشرق الاوسط وضغوط داخلية وتدخلات خارجية، فإن مصر هي ركيزة الاستقرار وهى القوة العسكرية العربية المركزية التي لها علاقات جيدة مع القوى الدولية ومع أشقائها العرب وهى مصدر الحكمة التي تلتزم بموقف مبدئي في الأزمات العربية وهو الحفاظ على الدولة ووحدة وسلامة أراضيها ولم تنجرف إلى حروب بالوكالة أو إلى صراعات مذهبية أو عرقية وإنما ساندت الطموح المشروع للشعوب. وتسعى فيه إلى إعادة بناء الإقليم على أساس من الدولة الوطنية الموحدة.
وأضاف أن مصر تقوم بجهود ضخمة على مدى السنوات الأربع الماضية لإعادة بناء اقتصادها وخلق مستقبل أفضل لأبنائها، مطالبا المجتمع الدولى بدعم جهود مصر على الصعيدين الداخلى الخارجى لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمي مؤكدا أن أمن واستقرار مصر هو أمن واستقرار المنطقة والعالم، وكذا بعقد مؤتمر دولي للأمن الإقليمي يشمل جميع الأطراف المعنية ويستند إلى مبادئ الأمم المتحدة يمكنه أن يشرع فى التعامل مع أزمات المنطقة المختلفة، ابتداء بالقضية السورية، وانتهاء بالقضية الفلسطينية والسلام العربي- الإسرائيلي.
ودعا الدول إلى تشجيع شركاتها لزيادة وتنويع استثماراتها في مصر، واستخدامها كمركز للتصنيع والتصدير بدون جمارك لأسواق 1,6 مليار مستهلك في 70 دولة عربية وأفريقية وأوروبية. مؤكدا أن مصر غنية بثرواتها الطبيعية والبشرية وموقعها الجغرافى وشبابها وبنيتها الأساسية.