أكد محمد أبو العينين رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي أن زيارة البابا فرانسيس إلى مصر هي زيارة تاريخية وسيكون لها ما بعدها، مشيرًا إلى أن الزيارة حملت العديد من الرسائل السياسية والدينية هامة للغاية.
وأضاف أن إصرار البابا على زيارة مصر وتأكيده على أن مصر التي احتمى بها السيد المسيح هي بلد الأمن والأمان والسلام والخير هي أبلغ رد على المشككين في أمن واستقرار مصر.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الأعمال المصري الأوروبي الذي عقد اليوم برئاسة محمد أبو العينين رئيس المجلس وبحضور إيفان ساركوس سفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة وبمشاركة عدد من السفراء ورجال الأعمال.
وأضاف أن رسالة السلام والمحبة والتعاون ودفاع البابا عن الأديان السماوية خلال مشاركته في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام وبحضور أعلى القيادات الدينية من مختلف الطوائف في العالم كان تأكيد لمكانة مصر ودورها القيادي الذي تضطلع به لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي.
مشيرًا إلى ضرورة أن يضطلع قادة العالم بمسئولياتهم لتحقيق الأمن والاستقرار وأن تتوقف الدول عن استخدام الإرهاب كوسيلة لتحقيق مآرب سياسية .
وأشار رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي إالى أن رسالة بابا الفاتيكان عن مصر كان لها صداها لدى وسائل الإعلام الدولية والتي يجب أن تتوقف عن ترويج معلومات مغلوطة عن أمن وأمان مصر.
وأشاد أبو العينين بنجاح الرئيس السيسي في استعادة مصر لأمنها وأمانها ومكانتها الرائدة، وأضاف أن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الذي يمثل قلعة الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي أحد مصادر قوة مصر المتفردة.
أشار أبو العينين إلى أنه رغم أن الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأول لمصر بحجم تجارة وصل إلى 27,3 مليار يورو عام 2016 وهو أكبر مستثمر أجنبي في مصر وأكبر مصدر للسياحة إليها، إلا أنه يمكن مضاعفة هذه الأرقام. وطالب بالإسراع في توقيع اتفاق تجارة حرة عميقة وشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي والتي من شأنها زيادة وتنويع الصادرات المصرية وخاصة من الصادرات الصناعية ذات القيمة المضافة العالية، داعيًا الشركات الأوروبية لزيادة استثماراتها في مصر في ضوء ما يتم تنفيذه من إصلاحات اقتصادية جريئة وتحسين لمناخ الاستثمار مما وضع الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح للانطلاق الاقتصادي.
وأكد أن ما تتيحه مصر من فرص استثمارية يجب استغلالها اليوم قبل الغد مثلما تم مع شركة سيمنز الألمانية والتي تنشئ في مصر أكبر محطات كهرباء في العالم.
وأشار إلى أن إقليم قناة السويس هو فرصة واعدة للاستثمار الأوروبي حيث يمكن الإنتاج والتصدير بدون جمارك لأسواق 70 دولة تضم 1,6 مليار مستهلك.
وطالب أبو العينين بسرعة عودة السياحة الأوروبية لمصر لمستوياتها السابقة وقال إنه بعد زيارة البابا فرانسيس الأخيرة لم يعد هناك سبب لهذا للتأخير فى عودة السياخة سوى أن يكون اعتبارات سياسية، وأضاف أن السياح يرغبون بشدة في العودة إلى شرم الشيخ والغردقة ولكنهم يحتاجون إلى أن تقوم شركات التأمين الطيران بعملها، مشيدًا بالسياح الألمان الذين عادوا بكثافة إلى الغردقة، وأكد أن مدينة شرم الشيخ تعد أكثر مدن العالم أمانًا.
ودعا رئيس المجلس المصري الأوروبي الاتحاد الأوروبي للقيام بدور أكبر لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وحل النزاعات القائمة فيه والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي دوله، وأكد أنه بدون حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين فلن يتحقق الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
من جانبه أكد إيفان ساركوس سفير الاتحاد الأوروبي على حرص الاتحاد على دعم مصر وهي جار وشريك هام للاتحاد الأوروبي الذي يحرص على تقوية العلاقات معها وقال أنه أكد للرئيس السيسي عند مقابلته له أن مهمته المكلف بها هي تقوية وتوسيع وتعميق العلاقات مع مصر في كافة المجالات وهو حريص على تحقيق هذا الهدف.
أشار ساركوس إلى أن مصر هي أكبر اقتصاد في العالم العربي ومن أكبر 20 شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، وأضاف أن مفوضية الاتحاد الأوروبي في مصر تدير 250 مشروعًا تبلغ قيمتها 1,3 مليار يورو، وأن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات لمصر وهو حريص على استمرار هذا الموضوع، وكشف عن أن الدول الأوروبية والمؤسسات الأوروبية المالية أتاحت تمويل لمصر يبلغ 11 مليار يورو.
وأعلن سفير الاتحاد الأوروبي عن أنه يجري الاتفاق على إنشاء مجلس للشراكة المصرية الأوروبية وسوف يتم الموافقة الرسمية عليه خلال يونيو أو يوليو القادم، مشيرًا إلى أنه تجرى الآن مباحثات مع الجهات المعنية في مصر ووزارة التجارة والصناعة لمناقشة أدوات ومقترحات جديدة لتعزيز التعاون الاقتصادي المصري الأوروبي، وأنه يجرى التفاوض حول برامج التعاون للثلاث أعوام القادمة وسوف يتم قريبًا توقيع مذكرة تفاهم في هذا الشأن.
أكد ساركوس أن أولوية الاتحاد الأوروبي هي الإسهام في تحديث الاقتصاد المصري لأن مصر تمر بمرحلة هامة وهناك تحديات رئيسية تواجهها ونريد مساعدتها بالنصيحة والمساعدات حتى تصل مصر إلى اقتصاد حديث، وأضاف أن مصر تمر بعملية إصلاح ونحن ندعم الإجراءات التي قامت بها واتفاقها مع صندوق النقد وتحرير سعر الصرف وتطبيق ضريبة القيمة المضافة. وسوف يعمل الاتحاد الأوروبي مع المؤسسات المصرية لتخفيف العبء الاجتماعي المترتب على هذه الإصلاحات.
أشار سفير الاتحاد الأوروبي إلى أن مصر دولة مهمة من الناحية السياسية وأن الاتحاد الأوروبي يتعاون معها لحل المشكلات في ليبيا وفلسطين واليمن والبحر الأحمر والقرن الأفريقي، وأن الاتحاد الأوروبي حريص للغاية على الاستماع إلى الخبرات والنصائح المصرية حول الوضع في المنطقة وما يمكن أن يقوم به الاتحاد الأوروبي في هذا الإطار ونحن حريصون على الاستفادة من الخبرات المصرية العميقة في هذا المجال.
كشف ساركوس عن أن هناك تعاون مصري أوروبي مشترك مع دول حوض النيل ومع دول القرن الأفريقي لاسيما لمواجهة مشكلة الهجرة غير الشرعية، وهناك حوار عال المستوى بين مصر والاتحاد الأوروبي حول سبل مكافحة الإرهاب.
أكد ساركوس ثقته في أن مصر قادرة على تخطي المرحلة الصعبة الحالية التي تمر بها وسوف تتغلب على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها وسوف تنجح في تحقيق الاستقرار والازدهار لشعبها ولمنطقتها. والاتحاد الأوروبي لديه عزم أكيد على إقامة علاقات جيدة مع مصر ودعم جهودها لتحقيق الاستقرار والتنمية، ونحن نناقش مع المسئولين في مصر المقترحات الجديدة في هذا الإطار.
وبشأن السياحة الأوروبية أشار ساركوس إلى أن قطاع السياحة بطبيعته قطاع حساس ويتأثر بما تنشره وسائل الإعلام عن الوضع في مصر مشيرًا إلى أن بعض وسائل الإعلام تتناول الأوضاع في مصر بطريقة غير مسئولة وتستخدم عناوين لجذب القراء دون مراعاة الحقيقة، مؤكدًا أن على الإعلام أن يقدم معلومات موثقة، وعبَّر عن ثقته في أن السياح الأوروبيين سوف يأتون إلى مصر عاجلاً أو آجلاً لأن لديها مواقع ومقاصد سياحية متفردة وسوف تصلهم المعلومات الحقيقية عن الوضع الراهن في مصر، وسوف تعمل المفوضية الأوروبية على الإسهام في هذا الإطار، داعيًا السفارات المصرية في الدول الأوروبية للقيام بدورها للترويج للسياحة المصرية في أوروبا وإبراز الرسائل الإيجابية عن الوضع الحالي في مصر، مؤكدًا أننا سنعمل خطوة بخطورة لاستعادة ثقة الأوروبيين السياحية في مصر.
وبشأن توقيع اتفاقية تجارة حرة شاملة وعميقة مع مصر أشار ساركوس إلى أن هذه المنطقة تختلف عن منطقة التجارة الحرة الحالية في أنها تضم أيضًا تحرير الخدمات وهي أكثر اتساعًا وشمولاً وأن الاتحاد الأوروبي قد قدم عرضًا لمصر لتوقيع هذا الاتفاق عام 2013 ولم يتلقى رد في هذا الإطار والاتحاد الأوروبي يؤيد طرح هذا العرض لمصر لتوقيع هذا الاتفاق إذا وجدت مصر أنه يحقق مصالحها ونحن مستعدون لبدء التفاوض حولها في الوقت الذي تراه مصر مناسبًا.
ونوه سفير الاتحاد الأوروبي إلى أن إصدار مصر قرار يطلب تسجيل الشركات الموردة لمصر هو ضد قواعد منظمة التجارة العالمية ويتعين مراجعته، وأضاف أن مجلس النواب المصري يناقش مشروع قانون خاص بصناعة السيارات والذي يفرض ضرائب ورسوم على السيارات المستوردة، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يخالف اتفاق المشاركة المصرية الأوروبية ويقوم الاتحاد الأوروبي بإجراء تحليل قانوني حوله في الوقت الراهن، وسوف يكون موضع مناقشة بين الاتحاد ووزارة التجارة المصرية، وأكد أنه إذا كان يتفهم هذه الإجراءات في ضوء ما تعانيه مصر من عجز في الميزان التجاري إلا أنه إذا أرادت مصر أن تقدم دعمًا مستدامًا لصناعة السيارات فعليها أن تعمل على تحسين تنافسيتها وهذا لن يتحقق إلا من خلال سياسة طويلة الأجل، وكشف عن أن صادرات مصر غير البترولية قد زادت إلى الاتحاد الأوروبي في حين تراجعت صادراتها من المنتجات البترولية.
واختتم ساركوس بالتأكيد على أن الاتحاد الأوروبي يريد عمل المزيد مع مصر لكن يحتاج مرونة أكثر في التعامل معه إذ أن بعض الأمور تستغرق وقتًا طويلاً للرد بالإضافة إلى ضرورة تسهيل الإجراءات حتى لا تتعطل الأعمال.