قال محمد أبو العينين، الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، رئيس مجلس الأعمال المصري- الأوروبي، أن قمة رؤساء البرلمانات في الدول الاورومتوسطية، والمنعقدة بالبرلمان المصري، أكدت الأنين المشترك الذى تعانى منه كل الدول من الإرهاب وما يترتب عليه من تهديد للسلم والأمن الدولي وتقويض لجهود التنمية، مما يستلزم تضامن دولي حقيقي لاستئصال جذوره وتجفيف منابعه. وتابع: إن انعقاد هذه القمة يعد صحوة إيجابية في جهود محاربة الإرهاب”.
جاء ذلك في تصريحات للمحررين البرلمانين، على هامش انعقاد القمة الخامسة لرؤساء برلمانات الدول الأعضاء بالجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط اليوم السبت، بمقر البرلمان المصري، برئاسة د. على عبد العال رئيس مجلس النواب ورئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.
وأكد أبو العينين أنه في الماضي عندما كنا كعرب ومصريين نتحدث عن مخاطر الإرهاب، كان الرد علينا من عدد من دول العالم، بأن هذا الأمر لديكم فقط، وليس لنا علاقة به، مشيرا إلى أن اللغة اختلفت الآن بعد أن أكتوى الكل بنار الأعمال الإرهابية. وأضاف أن القضاء على الإرهاب ومعالجة الأسباب التي أسهمت في انتشاره في منطقة المتوسط وفي العالم كجريمة عابرة للحدود لن يتحقق بدون تعاون دولي حقيقي وفاعل بين مختلف دول العالم.
وشدد الرئيس الشرفي للبرلمان الاورومتوسطى، على أن رؤية الرئيس السيسي لمكافحة الإرهاب والتي طرحها في خطاباته أمام الأمم المتحدة وخاصة خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية في العام الماضي تمثل برنامج عمل لو التزم بها العالم سوف يتم القضاء على الإرهاب.
وأضاف أبو العينين أن مصر تجابه الإرهاب باستراتيجية شاملة، اقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، من أجل أن تقتلعه من جذوره. وأنها تضطلع بالدور الرئيسي في الحرب الفكرية على الإرهاب، من خلال المبادرة الشجاعة التي طرحها الرئيس السيسي منذ عامين وتكليفه الرئيس الأزهر الشريف لتصحيح الخطاب الديني وتصويب المفاهيم الخاطئة التي باتت منبعًا أيدولوجيًا للإرهابيين وفكرهم الظلامي.
مشيرا إلى أن مصر تخوض حربًا ضروساً على الإرهاب بكافة تنظيماته، معتمدة على ذاتها، ولم تلجأ إلى تحالف دولي، ولم تستعن بغير قواتنا المسلحة وشرطتنا في هزيمة الإرهاب. مؤكداً أن مصر انتصرت على الإرهاب وأسقطت مخططاته،
وواصل حديثه بالتأكيد على أن قواتنا المسلحة بالتنسيق مع رجال الشرطة، نجحوا فى دحر الإرهاب، مع العمل المتوازى فى التنمية الإقتصادية الشاملة، سواء فى سيناء أو مختلف أنحاء الجمهورية، مؤكدا على أن” تجربة مصر فى مواجهة الإرهاب كان لابد أن يتم استعراضها فى قمة رؤساء البرلمانات بالجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط”.
أكد أبو العينين أن سياسات بعض الدول ساعدت على انتشار الإرهاب من خلال ما أدت إليه من إسقاط للدول في المنطقة العربية وإضعاف مؤسساتها مما خلق فراغاً سعت الجماعات الإرهابية لملئه. بل إن بعض الدول راهنت على التنظيمات المتطرفة ودعمت وصولها للحكم قبل أن تقوم الشعوب بإزاحتها. مشدداَ على أن الإرهاب لم يعد صناعة محلية وإنما أصبح أداة في يد بعض الدول لتحقيق مصالحها السياسية.
وأوضح إن هناك دول تستخدم الإرهاب كأداة لتحقيق مصالح سياسية، وتعطي الإرهاب التمويل والدعم اللوجيستي والتدريب والغطاء السياسي والدعاية الإعلامية. وتساءل كيف حصلت المنظمات الإرهابية في سيناء على الأسلحة المتطورة والتي يقدر ثمنها بمئات آلاف الدولارات؟ وكيف خرج إرهابيو داعش من العديد من مناطق سوريا آمنين وعبروا حدود دولية لدول مجاورة وتوجهوا إلى ليبيا وأفغانستان ودول أخرى وسعى بعضهم للدخول إلى سيناء. وحذر من أن صمت العالم عن الدول الراعية للإرهاب رغم ما تم تقديمه من أدلة ضدها يؤدى إلى انتشاره.
أضاف أبو العينين أن بعض المنظمات ووسائل الإعلام تعطى ذريعة سياسية للإرهابيين من خلال وصفهم بالمتمردين، وتعليقها على أحكام القضاء ضدهم، دون أن تتحدث عما قاموا به من جرائم قتل وترويع.
وأكد أبو العينين في ختام تصريحاته علــى أن مكافحــة الإرهــاب واستئصــال جــذوره تتطلــب مــا يلــي:
1- التعامل مع كافة تنظيمات الإرهاب أيًا كانت مسمياته وليس فقط داعش، فهذه التنظيمات تجمعها روابط متعددة تشمل الأيدولوجية والتمويل والتنسيق العسكري، مما يتطلب مواجهتها جميعًا بصورة شاملة ومتزامنة.
2- محاربة الإرهاب تبدأ بمحاربة التطرف المؤدي إليه، مع التأكيد على الدور الكبير الذى لعبه الأزهر الشريف قائلا:” دور الأزهر الشريف محوري فى مواجهة الإرهاب خاصة أن جميع الكيانات الإرهابية ليس لهم أى علاقة بالدين ولم يقرأ أي منهم القرآن من قبل”. ،
3- على مجلس الأمن فرض عقوبات على الدول راعية الإرهاب ممن يوفرون له التمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي، فهؤلاء أخطر من الإرهابيين لأن بدونهم سيسهل القضاء على الإرهاب، وعلى المحكمة الجنائية الدولية محاكمة قادة هذه الدول.
4- على المجتمع الدولي مساندة جهود مصر لتسوية أزمات المنطقة واستعادة الدولة الوطنية في المنطقة العربية والحفاظ على سلامتها ووحدتها الإقليمية وتقوية مؤسساتها ، لأنها هي التي تستطيع أن تملأ الفراغ الذي ينمو وينتشر فيه الإرهاب.
5- يجب الاستثمار في تمكين الشباب وتعليمهم وتأهيلهم لكي يكونوا أقوى الأسلحة لمواجهة الإرهاب، بدلاً أن يكونوا أكثر الفئات المعرضة لخطره، وعلى الدول أن تدرس تجربة الرئيس السيسي والمؤتمرات الوطنية للشباب وما أتاحته من فرصة للحوار المباشر بين الرئيس والشباب وأسهمت في إسماع صوتهم وجعلهم مشاركين في صناعة مستقبل بلدهم.
6- لن يكتب لجهود مكافحة الإرهاب والقضاء عليه النجاح إلا بحل القضية الفلسطينية حل عادل وشامل ودائم على أساس مبدأ الدولتين وقرارات الأمم المتحدة وخاصة قضية القدس الشريف. مع التحذير من أن السياسات الإسرائيلية الحالية والتي تؤيدها الإدارة الأمريكية تهدد بانجراف المنطقة إلى صراع ديني حول المقدسات لن يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب.
7- يجب التصدي للمزاعم التي تعطي الإرهاب تبريرًا سياسيًا وتطالب بمزيد من الانفتاح السياسي كوسيلة للحرب على الإرهاب. لأنه تخالف المنطق والواقع وإلا لماذا يظهر الإرهابيون في الغرب من دول بها أعلى درجات الديمقراطية ولديها مستويات مرتفعة من الدخل والتعليم؟ كذلك هل سبق أن تفاوضت دولة مع إرهابيين أو سمحت لهم بالعمل السياسي؟ فهل مثلاً تفاوضت أمريكا مع تنظيم القاعدة ؟
8- يجب على الدول وشركات التكنولوجيا أن تتصدى بالتشريعات وبالإغلاق لمواقع الإنترنت وصفحات شبكات التواصل الاجتماعي التي تروج للإرهاب وتحرض عليه، لأن هزيمة التنظيمات الإرهابية ليس كافيًا لهزيمة الأفكار التي تقوم عليها ومن ثم يجب التصدي للترويج لهذه الأفكار.
9- يجب أن يستثمر العالم في الإجراءات الوقائية لمكافحة الإرهاب قدر استثماره في إجراءات مواجهته. لقد أنفقت الولايات المتحدة تريليونات الدولارات في حربها في العراق وأفغانستان بدعوى مواجهة الإرهاب، فكم أنفقت على التنمية وتشجيع الاستثمار وتشجيع التعليم الجيد فى الدول المعرضة لمخاطر الإرهاب؟
10- يجب ألا تستخدم الحرب على الإرهاب كذريعة للتمييز ضد المسلمين أو إثارة الكراهية ضدهم، لأن التعصب والعنصرية هو الوجه الآخر للإرهاب، ويعطيه الذريعة ويقوي شوكته. وعلى الدول أن تسن التشريعات التي تمنع الإساءة للأقليات والأديان السماوية والرسل والرموز الدينية.
11- يجب إعادة التأكيد على منطقة المتوسط كما ورد في إعلان برشلونة كإقليم واحد للأمن والازدهار والتعايش. وفي عصر العولمة لن تستطيع دول أن تعيش في مستوى اقتصادي مرتفع آمنة وهي على بعد ساعة من دول تواجه صعوبات اقتصادية. وبالتالي عندما يتحقق الازدهار الاقتصادي لكل الدول في حوض المتوسط سوف يتحقق الأمن لها جميعًا.
ويشهد مجلس النواب، المصرى، اليوم السبت، انطلاق أعمال القمة الخامسة لرؤساء البرلمانات للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، حيث بدأت أعمال قمة رؤساء البرلمان، فى تمام الساعة التاسعة والنصف اليوم السبت بالكلمة الافتتاحية للدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري، رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وأعقبها كلمة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والتى ألقاها نيابة عنه وزير شئون مجلس النواب، المستشار عمر مروان.
وتناقش القمة مكافحة الإرهاب في المنطقة الأورومتوسطية، يعقبها اعتماد الإعلان الصادر عنها، وتختتم فعاليات القمة بصورة تذكارية، كما يشهد اليوم السبت، انعقاد اللجان النوعية التابعة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وتشمل: لجنة الشئون السياسية والأمن وحقوق الإنسان، لجنة المرأة فى البلدان الأورومتوسطية، اللجنة الاقتصادية، لجنة الطاقة والمياه والبيئة، بالإضافة إلى اجتماعات مجموعة العمل المعنية بالتمويل وتعديل اللائحة، لجنة تحسين نوعية الحياة، التبادل بين الجمعيات المدنية والثقافة.