محمد أبو العينين خلال المؤتمر البرلماني الإقليمي من اجل مكافحة الإرهاب:
– الإرهاب أخطر ما يهدد الأمن والسلم العالمي.. ومصر دعت العالم للتصدي له منذ 20 عامًا
– وقوف مصر ضد الإرهاب حمى المنطقة والعالم من مخاطر كبيرة
– “السيسي” قدم تجربة نموذجية في تعامل القائد مع الشباب
– دور الأزهر مهم في تجديد الخطاب الديني
– تجربة الرئيس السيسي مع الشباب المصري رائدة ومصر دولة شابة
– الإرهاب هو أخطر ما يهدد الأمن والسلام العالمي.. ولابد من قانون دولي لمواجهته
– الشعب المصري وبدعم قواته المسلحة رفض نقل الإرهاب إلى سيناء
– استقرار وأمن الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بحل المشكلة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية
– نقل السفارة الأمريكية للقدس مغامرة بالعالم كله ومخالفة للتاريخ وإشعال لنار الإرهاب
أشاد محمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالشباب، ومبادرته من أجل دعم الشباب المصري، مؤكدًا أن الإرهاب يشكل تهديدًا واضحًا لأمننا الجماعي، ويجب أن نتصدى له جميعًا.
وقال “أبو العينين”، خلال افتتاح أعمال المؤتمر البرلماني الإقليمي؛ بشأن مكافحة الإرهاب، والتصدي الوقائي للتطرف المؤدي إلى الإرهاب، الذى عُقد اليوم، الثلاثاء، فى محافظة أسوان: “على مدى أكثر من 20 عامًا مضت، كانت مصر فى المحافل الدولية، ومعنا الإخوة الأشقاء العرب يتحدثون فى قضية جوهرية، وهي أن الإرهاب لا وطن ولا دين له، وكان البعض ربما لا يستمع إلى تلك الكلمات باهتمام بالغ حتى أتاه اليقين، وعرف أن الإرهاب هو أخطر ما يهدد الأمن والسلم العالمي فى كل مكان، وأنه لا يوجد دولة بمفردها تستطيع أن تقف أمامه”.
وتابع الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي: “سمعنا ورأينا فى بداية الألفية الثانية عمق قضية الإرهاب، عندما تحول الإرهاب للاستغلال السياسي، وأقصد هنا تداعيات أحداث 11 سبتمبر، إذ بدأ الإرهاب يأخذ شكلًا جديدًا، وبدأت معها مخططات تقسيم الشرق الأوسط، وبدأت خطط جديدة لمسميات جديدة استمعنا إليها فى المحافل الدولية، وفي الزيارات الرسمية، وكان بيت القصيد كيف يمكن أن نقسم الأمة الإسلامية والأمة العربية، تقسيم الأمة الإسلامية بين سني وشيعي، وتقسيم كل الدول إلى دُويلات صغيرة حتى لا تكون لها كيان، ولم يحسب هؤلاء الذين رعوا وشاركوا في هذه المخططات، أن هذا ربما يكون صعبًا، وله آثاره المدمرة فى انتشار الإرهاب فى كل مكان، وكانت هذه هى النتيجة التى نعيشها الآن”.
واستطرد: “شاهدنا ما يحدث فى تورابورا.. وشاهدنا ما حدث في الثورات العربية، وثورات التقسيم فى سوريا وقبلها العراق، وما يحدث فى ليبيا، وفى اليمن، وشاهدنا الآثار المدمرة التى نراها، والتى اُستغلت سياسيًا على مستوى العالم، من ناحية تمزيق الشعوب، والدفع بالإرهاب تحت مزاعم عديدة، كما رأينا أيضًا من يتخذون الإسلام ذريعة ويتهمون الإسلام بالإرهاب، بل ويهاجمون الدين الإسلامي، كما لو كان دين الإرهاب، ولا يعرفون معالم الدين وسماحة الدين وأصول الدين وكيف أنهم ظلموا هذا الدين”.
واستكمل “أبو العينين”، كلمته خلال المؤتمر البرلماني الإقليمى بشأن مكافحة الإرهاب، والتصدى الوقائي للتطرف المؤدي إلى الإرهاب، قائلًا: “الدين الإسلامي من كل ما قالوه براء، وكنا ننادى فى المحافل الدولية، إنه من المؤسف اتهام الإسلام والمسلمين بأنهم إرهابيون، وهذا لا يقبله منطق ولا عقل ولا دين، وربما كانت هناك مواقف حاسمة من بعض قيادات على مستوى العالم الذين أرادوا أن يقولوا كلمتهم بكل صدق بالتفرقة بين الإرهاب والعمل الإرهابى، ومن يقومون به وبين سماحة الدين وأصوله”.
وأضاف قائلًا: “أعتقد أننا سنتعلم كثيرًا خلال الفترة القادمة.. فحينما أراد أهل الشر أن ينقلوا كل معالم الإرهاب ووطنه إلى تورابورا بأفغانستان، ثم إلى سيناء.. ورأينا واضحًا حينما انتقلت مزاعم كثيرة لتوطين هذا الإرهاب فى سيناء، فكانت إرادة الشعب المصري الذي أبى، وقال لا للإرهاب على أرضنا، وكانت ثورة 30 يونيو 2013. وكانت رسالة الشعب واضحة، فكل مصري وطني قال “لا لأى إرهابي في مصر.. فنحن بلد مسالم وبلد مسلمين ونعرف معنى الدين ولا يمكن أن يكون على أرضنا هذه الهجرة الإرهابية التى خطط لها أهل الشر”، مشيرًا إلى أن رجال القوات المسلحة البواسل تصدوا لهذا المخطط، ومحاصرته في أضيق مساحة موجودة فى مصر، وكان قرارًا شعبيًا مصريًا دعمته قواته المسلحة فى ثورة 30/6، وقد نجحوا في جهودهم بنسبة تزيد على 95% في مكافحة الإرهاب”.
وألمح أبو العينين، في كلمته، قائلًا: “نحن نقول لكم إن مصر حينما وقفت ضد الإرهاب لم تقف من أجل حماية نفسها بل حمت العالم كله من مخطط خطير، فتلك الجماعات الإرهابية كان يمكن أن تهاجر إلى أوروبا في ساعة واحدة، ولعلكم تعرفون جميعًا أن المسافة كانت ضيقة بحرًا وجوًا، وكان هناك مخططات كبيرة، إلا أن مصر وشعبها استطاع بحمد الله تعالى أن يقف ضد تلك الجماعات الإرهابية، وأن يحاصره، وأن تنجح فى القضاء عليه.. والنصر لنا قريبًا باذن الله على كل تلك الجماعات والمخططات الآثمة”.
وتابع: “أتفق مع كل ما جاء من زملائي الأعزاء، أن الفترة القادمة تحتاج عملًا من نوع جديد، وتحتاج إلى تكاتف الجهود الدولية كلها مع الدور الأساسى والمحورى للأمم المتحدة؛ حتى لا توظف بعض الدول والمنظمات الإرهاب لخدمة مصالحها الخاصة، وقد رأينا واضحًا وسمعنا عن كثير من التعبيرات والتلميحات، وسمعنا عن كثير ممن استغلوا مواقف الإرهاب لخدمة أغراضهم السياسية، وآن الأوان أن يكون هناك موقف تشريعى دولى عالمى يحمى الأمم كلها، أولًا من أجل الوقوف ضد هؤلاء وفضحهم ومعاقبتهم جنائيًا؛ لأنهم هم دعاة الإرهاب فى كل مكان”.
وأشار أبو العينين، إلى أهمية تضافر الجهود الدولية، قائلًا “هناك ضرورة أن يكون هناك مواقف موحدة خاصة فيما يتعلق باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التحريض على الإرهاب.. فأدوات التواصل الاجتماعى أصبحت فى غاية الخطورة، ويمكن أن تكون عاملًا أساسيًا في كثير من العمليات الإرهابية حينما تحرض على الارهاب، أو تقوم بدور إرهابى محدد، ومن ثم علينا أن نواجه ذلك من خلال تحرك عملي ناجح بالتوعية بالقوانين والتنظيمات والمبادئ المتعلقة بعمل شبكات التواصل الاجتماعي ومستخدميها”.
وشدد على ضرورة متابعة مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومقترحات مصر لحماية الشباب من الفكر المتطرف، واستيعاب أفكاره وطموحاته، مستكملًا: “لا أخفيكم سرًا أننا واجهنا كل هذا الإرهاب والتحديات والمصاعب، وكانت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أن أولى عنايته بالشباب لحمايتهم من الفكر المتطرف، فنحن فى مصر أمة شابة والشباب هم المستقبل، وكانت رسالة الرئيس لهم واضحة، فلابد أن يعرفوا حقيقة الأمور حتى لا يكون لهم موقف معاد لوطنهم.. ومن هنا أقول إن تجربتنا فى مصر حين أراد الرئيس أن يجلس مع الشباب ويستمع إليهم، ويعرف مطالبهم ويتفاعل معهم ويصدر قرارات فورية كان له أثر بالغ فى نفوس الشباب، ثم انتقلت مباردة الرئيس من محافظة إلي محافظة أخرى؛ ليتجدد اللقاء بهذا الشباب، وليقولوا كلمتهم أمام الرئيس ويستجيب لهم الرئيس، وبالتالي من الضروري أن يعرف العالم كيف يتعامل رئيسنا مع شبابنا”.
وتابع الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، قائلًا: “هناك دور مهم، وهو دور الأزهر الشريف في تجديد الخطاب الديني، وكان هذا تكليف من الرئيس عندما تحدث لشيخ الأزهر حول تجديد الخطاب الديني؛ للتوعية والإرشاد، ووضع مواصفات الخطيب، الذي يتحدث عن الدين، ويفتي فيه حتى لا يسيء إلى الإسلام”.
وعن تكلفة الإرهاب حول العالم قال: “بحسابات بسيطة جدًا حينما نتحدث عن تكلفة الإرهاب، فما حدث فى العراق كلف الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تريليون دولار، وكلف المنطقة أكثر من 12 تريليون دولار، بالإضافة إلى الأرواح التى زهقت، فكل هذه الأموال كان يمكن إنفاقها على المشروعات والاستثمارات التنموية الجديدة، والاستفادة منها في نشر الثقافة والتعليم ليصبح العالم منتجًا يعيش في رفاهة وسلام”.
وأضاف الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى، قائلًا: “أرى ضرورة أن يكون هناك نظرة جديدة لاستئصال جذور الإرهاب، فالأمر ليس كما يعتقد البعض أن سبب الإرهاب الفقر أو انخفاض مستوى التعليم، فهناك أيضًا أسباب سياسية وثقافية واقتصادية، وإذا نظرنا إلى الناحية الاقتصادية فعليًا وبمنتهي الحسم يجب خلق مشروعات جديدة للشباب، واستغلال طاقات الشباب التي تمثل قيمة وإضافة عالية في مختلف المجالات”.
واستطرد: “بات من الضروري وضع خطة اقتصادية جديدة، وخطة ثقافية لنشر الثقافة الوسطية، وأن يكون هناك فكر جديد في مواجهة الإرهاب من خلال برامج ثقافية وأمنية جديدة وسياسية وتشريعات جديدة تحكم الأمور التى تحدثت عنها”.
وقال الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى: “الأمن والسلام لن يستتب بالشرق الأوسط دون حل المشكلة الفلسطينية.. والشرق الأوسط لن يهدأ طالما أن مشكلة فلسطين قائمة، وطالما هناك شعب يقهر، فلابد أن يعرف العالم أجمع أن فلسطين دولة عربية، وأن القدس الشرقية هى عاصمتها، وأقول لمن يدعى ويريد أن ينقل السفارات إلى القدس، إنك أخطأت، وتغامر بالعالم كله، وتغامر بمليار و500 مليون مسلم يفخرون أنهم مسلمون حقيقيون، وحينما نتحدث عن وعد بنقل هذه السفارات إلى القدس؛ باعتبارها عاصمة دولة محتلة فإنك تخالف التاريخ، وتخالف الواقع، وتشعل نار الإرهاب، وتؤججه فى كل بلاد المسلمين قاطبة، فالأزمة ليست مشكلة فلسطين وإسرائيل، ولكن هى مشكلة عربية وإسلامية وتاريخية، وتمس كل الأديان المسيحية والإسلامية واليهودية أيضًا”.
واختتم الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى كلمته قائلًا: “أرجو أن نحترم التاريخ، وأن نحترم حقوق الأقليات وحقوق الشعوب، وأن يكون هناك دفعة جديدة لحل مشكلات الشرق الأوسط، والابتعاد تمامًا عن مخططات ونوايا التقسيم التى أرادوها لنا، فسوف تفجر ثورات، وسوف تفجر إرهابًا فى شكل جديد، وأقول للجميع إننا على أبواب عهد جديد ونظام عالمي جديد، فها نحن نرى العالم يتغير بمنتهى السرعة”.