عرض المجلس القومي للعلاقات العربية الأمريكية فيلمًا تسجيليًا عن مصر، خلال أعمال الدورة الخامسة والعشرين لمؤتمر صناع القرار الدولي المنعقد حاليًا بالعاصمة الأمريكية “واشنطن”، بحضور ومشاركة نخبة من أبرز السياسيين والعسكريين في العالم، ومحمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، وبحضور السفير ياسر رضا سفير مصر في الولايات المتحدة.
وقوبل الفيلم الذي كانت مدته حوالي 7 دقائق، وبدأ بجملة “مصر قلب العالم، وجوهرة الأرض”، بتصفيق حاد من المشاركين في المؤتمر، وأكد التعليق المصاحب للفيلم في بدايته أن مصر دائمًا ما تذكر في التاريخ بأنها كانت رائدة في كل شيء، حيث كانت أول دولة حديثة عرفها العالم، وامتلكت أول جيش نظامي.
واستعرض الفيلم لقطات للجيش المصري، في أزمنة مختلفة، خلال معاركه ضد المعتدين، مع التركيز على نصر أكتوبر المجيد في 1973 ضد إسرائيل.
وتابع الفيلم: “عبر التاريخ، كافح الشعب المصري ضد الغزاة ومن حاولوا أن يسلبوا حريتهم”، مضيفاً: “عندما ننظر حولنا سندرك مقدار عظمة مصر، وشعبها البناء”.
وظهرت في الفيلم مشاهد لعناصر تنظيم داعش المتطرف، بالإضافة إلى لقطات لأماكن شهيرة بمصر مثل برج القاهرة.
وانتقل الفيلم إلى أحداث 25 يناير 2011، وقال: “إنها أذهلت العالم”، مستعرضًا الشعار الذي ردّده المتظاهرون “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”، مؤكدًا أن القوات المسلحة انحازت لجموع الشعب الثائر، ودعمت حركته، وتكفلت بحماية المتظاهرين، وأكدت أن مطالبهم مشروعة، وأشار إلى تسلل بعض العناصر المخربة إلى صفوف المتظاهرين بهدف استغلال الاحتجاجات لتحويل أهدافها إلى تخريب الدولة ومؤسساتها وإسقاط النظام، مستعرضًا صورًا لقيام بعض الأشخاص باستهداف سيارات الشرطة وإحراقها، وكذلك إضرام النار في منشآت عامة.
وعرض الفيلم مرحلة تولي الرئيس المعزول محمد مرسي، المنتمي لجماعة “الإخوان” الإرهابية، الحكم، وقال إن المصريين أدركوا فداحة المصير الذي ينتظر البلاد تحت حكم الجماعة، مشيرا إلى ظهور حركة “تمرد” المعارضة، وخروج الشعب في مظاهرات حاشدة غير مسبوقة في 30 يونيو 2013.
واستعرض الفيلم لقطات شهيرة لجموع المتظاهرين الذي احتشدوا مرة أخري في ميدان التحرير للإطاحة بمرسي بعد ما فعلوها للإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وظهرت لافتات معارضة لحكم الجماعة وبربريتها، وبالتزامن مع مشهد المتظاهرين السلميين، ظهرت عناصر تنتمي للجماعة وهي تطلق الرصاص على المتظاهرين ورجال الجيش والشرطة، وكانت أبرز لقطاتها حادث الهجوم على قسم كرداسة.
وانتقل الفيلم إلى يوم 3 يوليو 2013، والذي تصدر المشهد فيه وزير الدفاع آنذاك، رئيس الجمهورية حاليًا، عبد الفتاح السيسي، وهو محاط برموز المجتمع المصري وهم شيخ الأزهر وبابا الكنيسة وممثلون عن المعارضة، وقال الفيلم إن الجيش المصري للمرة الثانية انحاز لشعبه، وتعهد بحمايته، وأيد مطالبه، وجنب البلاد أن تنجرف نحو الحرب الأهلية.
واستعرض الفيلم لقطات لعناصر من جماعة الإخوان وهم يؤدون التدريبات العسكرية وخلال قيامهم باعتداءات ضد المتظاهرين وقوات الأمن.
وأكد الفيلم أن الجماعة أغرقت البلاد بالأسلحة والذخيرة، وسمحت للميليشيات المسلحة من جميع البلدان بالتواجد في مصر، وعرض الفيلم لقطات للمسلحين في سيناء، وكذلك للأنفاق.
وتابع الفيلم: “إن المصريين، في نفس الوقت، قاموا، يدًا بيد، مع الشرطة والجيش، بوضع خريطة طريق تشمل جميع القوي السياسية، وكتبوا دستور 2014، ثم اصطفوا لانتخاب مجلس النواب”، مشيرا إلى تصريحات الرئيس السيسي التي قال خلالها: “هنشيل بلادنا على كتافنا، ومش هنسيبها ومش هنضيعها، ومش هنخلي حد يقدر يضيعها”.
كما استعرض الفيلم المشروعات القومية التى تشيدها الدولة حاليا، في عدة مدن بخطي سريعة بتكلفة تقارب 40 مليار جنيه.
وتناول الفيلم ملف علاقة مصر بدول العالم حاليًا، مستعرضًا لقاءات الرئيس السيسي مع زعماء الدول مثل روسيا والصين وألمانيا، ولقاء الرئيس ببابا الفاتيكان وخطاباته في الأمم المتحدة.
وأكد الفيلم أن مصر تدعو المستثمرين من جميع دول العالم ليشاركوا أحلامهم متمتعين بكافة المزايا والفرص بها، والتى ستنعكس على المواطنين اقتصاديًا واجتماعيًا.
وشدّد الفيلم على أن الهدف الرئيسي حاليًا هو بناء اقتصاد قوي، ومشروعات قومية عملاقة، والتى يأتي علي رأسها مشروع قناة السويس الجديدة، وبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وأيضًا مشروع استزراع المليون ونصف مليون فدان، وبناء مليون وحدة سكنية، وتطوير الساحل الشمالي، المنطقة الصناعية بقناة السويس، أيضًا محطة الضبعة النووية، والمركز اللوجيستي في مدينة دمياط، وشبكة الطرق القومية، المشروع القومي لتنمية سيناء، والمشروع القومي للكهرباء.
وأكد الفيلم، في الختام، أن مصر أرض الحضارة والتاريخ، أمامها طريق طويل ولكن عليها أن تجتازه، واستكمال مسيرتها، وتدعو أصدقاءها لتحقيق تلك الأحلام.. واستعان الفيلم، في نهايته، بعبارة الرئيس الشهيرة: “تحيا مصر”.
ويبحث المؤتمر على مدار يومين مستجدات المشهد الدولي، لاسيما قبل أيام من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وألقي رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، كلمة في بداية المؤتمر، استعرض خلالها التحديات التي تواجه مصر خلال المرحلة الحالية، فضلًا عن القضايا الخاصة بالعلاقات العربية الأمريكية والدور الأمريكي في تسوية الأزمات بالمنطقة.