عقد النائب محمد أبو العينين رئيس لجنة الشئون الاقتصادية والمالية والاجتماعية والتعليم بالبرلمان الأورومتوسطي ورئيس المجلس المصري الأوروبي سلسلة اجتماعات بواشنطن مع عدد من كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي، منهم هوارد بيرمان رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، وروبرت ويكسلر عضو اللجنة. تناولت اللقاءات آفاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وكيفية التحرك في الفترة القادمة.
لمس أبو العينين خلال لقاءاته تقدير النواب الأمريكيين لدور الرئيس مبارك ومصر واهتمامهم الشديد بزيارة الرئيس القادمة للولايات المتحدة وتطلعهم لما ستسفر عنه من نتائج.
شرح أبو العينين لأعضاء الكونجرس الموقف العربي الراهن، ورد على مطالب بعضهم التي تدعو الدول العربية لتقديم مزيد من التنازلات أولاً حتى تتحرك عملية السلام، مشيرًا إلى أن الرئيس مبارك أوضح هذه القضية بجلاء عندما أشار سيادته إلى أن الدول العربية سبق وأن اتخذت العديد من الخطوات الإيجابية، وسمحت بفتح مكاتب تجارية لإسرائيل بها، لكن إسرائيل لم تبادل التحرك العربي بخطوات جادة لتحقيق السلام.
أكد أبو العينين أن الدول العربية مجتمعة قدمت مبادرة السلام العربية عام 2002 والتي أعلنت فيها لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي استعدادها لإقامة علاقات سلام وعلاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وحل مشكلة اللاجئين بصورة توافقية وفق القرار الدولي 194، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشرقية لكن إسرائيل لم تتجاوب مع هذه المبادرة حتى يومنا هذا ولم تقدم شيئًا في مقابل هذه المبادرة رغم أن القمم العربية تعيد التصديق عليها كل سنة.
أوضح أبو العينين أن قضية تحريك عملية السلام لا تحتاج إلى تقديم المزيد من التنازلات العربية، ولكن تحتاج إلى رؤية متكاملة وحل شامل وعادل يعالج كافة قضايا الوضع النهائي وهي القدس والحدود والمستوطنات واللاجئين، وضمانات دولية من القوى الكبرى تضمن تنفيذ التزامات كل طرف. مشيرًا إلى أن العناصر العامة لحل هذه القضايا معروفة، فالحدود مقصود بها انسحاب إسرائيل لحدود عام 1967، والمستوطنات لا يجب اختزالها في وقف بناء المستوطنات الجديدة وإنما في إزالة المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ضمانًا لاستقلال الدولة الفلسطينية الجديدة، كما أن القدس لا يملك أي عربي أو مسلم التنازل عنها، وأن القدس الشرقية يجب أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
وحول دور المجتمع الدولي في تحريك عملية السلام، أشار أبو العينين إلى وجود فرصة حقيقية لتحقيق السلام، وهو ما اتفق معه أعضاء الكونجرس، مطالبًا المجتمع الدولي، لاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالتمسك بهذه الفرصة وتبني موقف موحد داعم لعملية السلام، ووضع خطة بتوقيتات زمنية محددة والتزامات واضحة على كل الأطراف، وأن تضمن الدول الكبرى تنفيذ الأطراف لالتزاماتها، وأن تستمر في رعاية عملية السلام حتى تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم.
شدد أبو العينين على ضرورة أن نبني على كل مبادرات السلام السابقة، وما تم التوصل إليه من تفاهمات واتفاقات خاصة في طابا، وأنابوليس، وخطة خارطة الطريق، والبدء في مرحلتها الثالثة التي تعالج قضايا الوضع النهائي، وصولاً لتحقيق تسوية شاملة.
كما تناولت لقاءات أبو العينين مع النواب الأمريكيين، رؤية أوباما لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، والإمكانات التي تفتحها، حيث عبر أبو العينين عن دعم العرب والمسلمين لهذه الرؤية، مؤكدًا على ضرورة تنفيذها في مواجهة عناد الحكومة الإسرائيلية اليمينية.