أبو العينين لرئيس البرلمان العربي:
أكد رجل الاعمال محمد أبوالعينين الرئيس الشرفي للجمعية البرلمانية الأورومتوسطية ان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، هو اعتداء سافر علي كل المبادئ، وانتهاك خطير للقانون الدولي، ولكافة قرارات الأمم المتحدة وهو قرار مرفوض لأنه يسعي لشرعنة الاحتلال ومكافأة سياسات الاستيطان والفصل العنصري، وسيكون له تبعاته السياسية والامنية الخطيرة، التي قد تؤدي الي تقويض جهود السلام، وتقويض الثقة العربية في الطرف الأمريكي كراع تاريخي لعملية السلام، بل واشعال المنطقة وتأجيج الصراع فيها وتقوية التطرف وزعزعة الاستقرار والامن الإقليمي والدولي.
وأشار إلى أن القرار الأمريكي أظهر أنها انحازت كاملاً للموقف الإسرائيلي ووضعت نفسها في موقع المشجع والمكافئ والمشارك والمبرر لسياسات إسرائيل الاستعمارية والاستيطانية ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة.
جاء ذلك خلال افتتاح الجلسة الطارئة للبرلمان العربى التى بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بدعوة من الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربى.
ووجه أبوالعينين الشكر لمشعل والاعضاء علي المبادرة بعقد جلسة استثنائية طارئة اليوم بجامعة الدول العربية حملت رسالة ” تداعيات قرار الولايات المتحدة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي”.
وقال أبو العينين في كلمته امام البرلمان :”إننا في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، علينا ان نقف صفا واحدا ونعبر عن إرادتنا الجماعية للدفاع ليس فقط عن الحق الفلسطيني المهدر منذ عقود، وإنما ايضا للدفاع عن حقوق ملايين المسلمين والمسيحيين الذين تتعلق أفئدتهم بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وللدفاع عن القانون الدولي، وعن الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
واستكمل حديثه، بأن القرار المشئوم أدي الي تفجير غضب أكثر من مليار ونصف المليار مسلم علي امتداد العالمين العربي والإسلامي والملايين علي مستوي قارات العالم، ووضع علاقة الولايات المتحدة مع الشعوب العربية والإسلامية علي المحك، لأننا لن نتسامح او نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه القضية التي ليست موضوعا سياسيا فحسب، وانما مكون رئيسي في الوجدان العربي والمسلم.
وألقي أبو العينين رسالة إلي الأعضاء قائل فيها “ان عروبة القدس راسخة، وهي أكبر من أن يغير هويتها التاريخية ومكانتها الدينية والقومية قرار باطل فعروبتها تنطق بها المساجد والكنائس، وستبقي القدس عاصمة لفلسطين وقبلة للمسلمين والمسيحيين أبد الدهر، بل وسيظل القرار باطلا قانونيا لن يخلق حقا أو يرتب أثرا ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس التي هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي إحدي قضايا الوضع النهائي الذي يلزم حلها عبر التفاوض.
وأشار إلى أنه سبق وأكدت اليونسكو في العديد من القرارات أنه ليس لإسرائيل أي صلة بالقدس في الماضي وأن الأماكن المقدسة في القدس هي أماكن تابعة للمسلمين فقط وليس لليهود أي حق فيها، كما استنكرت أعمال الحفريات التي تقوم بها إسرائيل في القدس، فمن أين أتت إسرائيل بمزاعم أن القدس كانت عاصمة لدولتها منذ 3000 عام.
وأضاف، ان رد الفعل العالمي شرقه وغربه وشماله وجنوبه علي قرار الرئيس ترامب، كشف مدي عزلة الموقفين الامريكي والاسرائيلي، ومدي التفاف الدول والحكومات حول الحق الفلسطيني، حيث تسابقت الحكومات وانتفضت الشعوب لإعلان رفضها لهذا القرار وادانته وإظهار أثره السلبي علي الاستقرار في المنطقة والعالم، وفرص الحل السلمي القائمة علي رؤية الدولتين.
ليس هذا فقط، بل ولقد أصبح العالم يدرك أن السبب الرئيسي في جمود عملية السلام، هو ان الحكومة الحالية في إسرائيل ليس لديها حل سوي استمرار الاستيطان والاحتلال، وأن استمرار الاحتلال للأراضي الفلسطينية هو أكبر تهديد للأمن والسلم الدوليين، وأن علينا استغلال هذه الفرصة والمواقف الدولية المساندة للحق الفلسطيني، لكي نضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته لإنقاذ حل الدولتين، ولحماية شعب يناضل لنيل حقوقه المشروعة، فتصادر أراضيه وتهدم منازله وتنتهك حرماته.
وتابع أبو العينين، أن مصر نجحت في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بما هيأ الاجواء وخلق فرصة نادرة لاستئناف المفاوضات، ووجه الرئيس السيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة النداء للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وللمجتمع الدولي والرئيس الأمريكي لاستغلال هذه الفرصة للعمل من اجل تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي تقوم علي الأسس والمرجعيات الدولية، وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع: علينا ان ندعو كل دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار أن هذا الاعتراف هو الطريق للحفاظ علي حل الدولتين وهو الحل الوحيد المقبول لتحقيق السلام، مشيرا الي ضرورة العمل مع الدول الصديقة للضغط علي الرئيس ترامب والكونجرس بكافة الوسائل لالغاء قراره حول القدس وإدراك تبعاته وتداعياته الخطيرة، وما يؤدي اليه من تقويض لجهود السلام وتهديد للأمن والاستقرار، وهي التبعات التي كان يدركها كافة الرؤساء السابقين والذين أحجموا جميعا عن تنفيذ هذا القانون منذ صدوره عام 1995.
وطالب بالتوجه إلي مجلس الأمن وإلي الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يخالف قرارات الشرعية الدولية ولا أثر قانوني لهذا القرار، وقبول دولة فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة وليس فقط دولة مراقب، موجها دعوة للإتحاد البرلماني الدولي لاجتماع طارئ لإدانة هذا القرار، ومخاطبة كافة البرلمانات الوطنية والاقليمية لإصدار قرارات ترفض وتدين هذا القرار.
وأضاف أبو العينين انه يجب العمل مع المجتمع الدولي للضغط علي إسرائيل بكل الوسائل بما فيها فرض العقوبات والجزاءات لوقف كل الاجراءات أحادية الجانب التي تستهدف فرض حقائق جديدة علي الأرض وخصوصا الاستيطان ومصادرة الأراضي ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين، وإطلاق حملة لجمع التبرعات في الدول العربية والاسلامية دعما لصمود الشعب الفلسطيني البطل وعلي وجه الخصوص المقدسيون المرابطون علي أرضهم والمتمسكون بمدينتهم وبمقدساتهم.