النائب أبو العينين في مقاله بصحيفة “أخبار اليوم”: كورونا بين فرص وتحديات الاقتصاد المصري
– أصحاب المصانع والشركات قدموا مبادرات غالية.. ومصر تناديكم “بمبادرات سخية” لعبور الأزمة
– أموال الدنيا وإن كثُرت لا تستوي أمام روح مصري واحد أو عامل يشقى من أجل أسرته
– اقتصاديات الدول العظمى تهاوت أمام كورونا.. والوباء سيشكل نظام عالمي جديد
– التفكير فيما بعد كورونا هدف استراتيجي في كل المحاور والمجالات
– الثورة الصناعية الرابعة وتوطين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي و الـ 5G “ضرورة ملحة”
– الاكتفاء الذاتي للمحاصيل الاستراتيجية والصناعات الغذائية .. “أمن قومي”
– الاستثمار في العلم هو الاقتصاد الأنقى والتجارة الأبقى.. ومصر محروسة بعقول علمائها
– أدعو لوضع حوافز استثمارية كبيرة وفقا للمعايير الدولية لجذب الاستثمار الأجنبي وتسويقها عالميا
يقظة مصر المبكرة جنّبتنا تبعات أليمة بفضل من استقرأ الأحداث فأحكم الخطة وبدأ التنفيذ
– تعامل السيسي مع إيطاليا والصين سيكتبه التاريخ
– جيش مصر الأبيض خط الدفاع الأول.. والإعلام صانع الوعي ورسول التوعية
أكد النائب محمد أبو العينين عضو مجلس النواب أنه يجب التفكير فيما بعد أزمة كورونا ، خاصة أن نظام العولمة سينهار وسيولد نظام عالمي جديد تتشابك علاقاته وسيصبح هناك جسور وحدود مستحدثة.
وأضاف أبو العينين في مقاله المنشور صباح غد في جريدة “أخباراليوم” والتي يرأس تحريرها الكاتب عمرو الخياط تحت عنوان ” كورونا.. بين فرص وتحديات الاقتصاد المصري”، أن مصر ستؤسس لنظام اقتصادي متكامل يتخذ من الثورة الصناعية الرابعة نقطة بداية ويوطن للتكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والـ 5G، ويستثمر في العقل البشري ومناهج البحث التي تستشرف المستقبل بخدمة الصناعات الكبرى والمناطق الصناعية المتخصصة التي تدعم الانتاج المحلي وتحقق الاكتفاء الذاتي، وهو واقع لن نصل إليه سوى بنظام اقتصادي مستحدث قائم على سياسات تحفيزية وتنافسية تعلوا على أي سياسات جاذبة للاستثمار في المنطقة.
وقال أبو العينين، إن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتقديم يد العون إلى الصين وإيطاليا ، “موقف شهم” سيحفظه له التاريخ، مشيرا إلى أن مبادرات أصحاب المصانع والشركات ورجال الأعمال “طيبة وغالية” ، ولكن مصر تنتظر المزيد بمبادرات “سخية” لعبور الأزمة، حيث أن الوقوف بجانب الوطن ليس اختياريا لكنه واجب وطني.
وأضاف أبو العينين أن يقظة مصر المبكرة جنّبتنا تبعات أليمة بفضل من استقرأ الأحداث فأحكم الخطة وبدأ التنفيذ، مشيرا إلى أنه لا تستوي أموال الدنيا وإن كثُرت أمام روح مصري واحد، أو عامل يشقى من أجل أسرته، ولمن يجد في عودة العُمال إلى مواطن أعمالهم بشكل كامل، وسيلة لتجاوز الأزمة، فعليهم التروي قليلا، فالاحتجاب عن العمل في تلك الفترة لن يكبد الشركات خسائر كبيرة مقارنة بما سينشره الفيروس من وباء وإعياء وخسائر بشرية ومادية لا يمكن التنبؤ بها أو حصرها.
وأكد أبو العينين أن الاقتصاد الأنقى والتجارة الأبقى، هو الاستثمار في العلم والتكنولوجيا عندما أصبح للعلماء قامة شامخة، وقيمة ثابتة، موجها الشكر والتحية إلى كل من لبى نداء الوطن، واختار أن يكون جنديا في صفوفه، رجلا في قواته المسلحة الباسلة، أو شرطته الوطنية، طبيبا في جيشه الأبيض، أو صحفيا من أرباب الكلمة وصناع الوعي.
إلى نص المقالة المنشورة في أخبار اليوم:
إنها رسالة من رجلِ عاش في هذا الوطن، عاشقا لترابه محبا لأهله، أيقن أن صنيع الخير محمود، وأن واجب الوطن مردود، وأن أشرف ما يجود به المرء هو رد الجميل إلى تلك الأرض التي حملته وتلك الحدود التي صانته، وتلك الوجوه الطيبة التي رسمت هويته، وهذه الأيادي العاملة التي صنعت أمجاده.
“لن ننظر إلى خسائر مادية .. أمام أرواح وصحة المصريين”.. كلماتٌ حاسمة جرت على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وثّقت موقفا إنسانيا وعملا بطوليا، وحاضرا يضاهي أصالة الحضارة المصرية التي قدست بناء الإنسان وحفرت من آثاره أبجديات الحياة وأسأطير الخلود الباقية، كلماتٌ من قلب الوطن النابض، إلى قلوب الشعب المُحب، أكدت بلا صنيعة قولٍ، ولا رياء فعلٍ، أن الوطن عزيز على قيادته وأن عزة مصر من عزة وكرامة أهلها الطيبين وأبنائها المخلصين، الذين عرفوا قيمة الوطن وشكروا مجهودات الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي الذي كان على قدر المسئولية التي جنبت مصر الكثير من الأزمات بسبب هذا الفيروس.
إن الاقتصاديات العظمى في العالم، عندما تهاوت أمام الخطر المُحيق، ولم تصمد كثيرا في وجه وباء كورونا، كان الاقتصاد المصري حاضرا، مدفوعا بالإصلاحات الاقتصادية الحكيمة، واليقظة المبكرة التي جنّبت مصر عواقب وخيمة، بفضل من استقرأ الأحداث فأحكم الخطة وبدأ التنفيذ، واستبق طارق عامر محافظ البنك المركزي الأحداث فأصدر قرارات بنكية كان لها عظيم الأثر في مساندة الاقتصاد المصري.
ولقد عرف العالم اليوم، أن الاقتصاد الأنقى والتجارة الأبقى، هو الاستثمار في العلم والتكنولوجيا عندما أصبح للعلماء قامة شامخة، وقيمة ثابتة، ومن هنا وجبت التحية لكل من لبى نداء الوطن، واختار أن يكون جنديا في صفوفه، رجلا في قواته المسلحة الباسلة، أو شرطته الوطنية، طبيبا في جيشه الأبيض، أو صحفيا من أرباب الكلمة وصناع الوعي.
إن تكاتف قوى الشعب والمجتمع خلال تلك الأزمة، هو سبيل النجاه المُواتي، وطريق السلامة المنشود، وعلى الرغم مما قدمه رجال الأعمال من مساهمات مشكورة، لكن ما ترجوه مصر أكبر من ذلك وأعظم، فعلى قدر الأزمات تكون التضحيات، ولا تستوي أموال الدنيا وإن كثُرت أمام روح مصري واحد، أو عامل يشقى من أجل أسرته، ولمن يجد في عودة العُمال إلى مواطن أعمالهم، وسيلة لتجاوز الأزمة، فعليهم التروي قليلا، فالاحتجاب عن العمل في تلك الفترة لن يكبد الشركات خسائر كبيرة مقارنة بما سينشره الفيروس من وباء وإعياء وخسائر بشرية ومادية لا يمكن التنبؤ بها أو حصرها.
ومن رحم الأزمة الحالية، سيولد نظام عالمي جديد، وعلاقات تتشكل وجسور تمتد إلى حدود مستحدثة، ولكم كانت مصر حكيمةُ ورائدة، حينما بادر الرئيس السيسي بتقديم يد العون إلى الصين وإيطاليا، في موقف شهم يحفظه التاريخ، حتى باتت مصر في قلب العالم وضمير الإنسانية، وأصبحت أيقونة للكرامة ومصدرا للفخر.
ومصر يجب أن تنظر إلى ما بعد هذه الأزمة، فتؤسس لنظام اقتصادي متكامل يتخذ من الثورة الصناعية الرابعة نقطة بداية ويوطن للتكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، ويستثمر في العقل البشري ومناهج البحث التي تستشرف المستقبل بخدمة الصناعات الكبرى والمناطق الصناعية المتخصصة التي تدعم الانتاج المحلي وتحقق الاكتفاء الذاتي، وهو واقع لن نصل إليه سوى بنظام اقتصادي مستحدث قائم على سياسات تحفيزية وتنافسية تعلو على أي سياسات جاذبة للاستثمار في المنطقة.
إن مصر أمام فرصة عظيمة، ساقتها لها الظروف الراهنة، لتشارف المستقبل وتطالع التنمية وتضرب بقوتها في الاقتصاد العالمي، لتصبح جزءا من سلاسل الإمدادات العالمية لكافة المنتجات التنافسية.
وفي الأخير، فإن كلمات الشكر وعبارات الثناء، أقل من أن تعبر عن كامل التقدير والعرفان، لكل مَن حمل على عاتقه هم الوطن، ورعى مصالح المواطن، فأعزّ مكانته وصان كرامته، وبسط أيادي الدولة لتحنو على من استجار من أبناء مصر في الداخل أو علِقَ في الخارج.
تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر