قال رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس إدارة مجموعة كليوباترا والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي ورئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي، إن الدولة المصرية تهتم بالشباب وتعتمد عليه في تحقق التنمية وجميع مشروعاتها، مؤكدا أنه على ثقة أن الشباب المصري قادر على الإبداع.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها رجل الأعمال محمد أبو العينين بجامعة النيل تحت عنوان “أنجح الشركات في مصر: دروس للتعلم من مجموعة كليوباترا”، وكان في استقباله عدد من عمداء جامعة النيل والدكتور طارق خليل، رئيس الجامعة، والذى عبر عن سعادته بالزيارة وقدم له شرحا تعريفيا حول الجامعة وتخصصاتها العلمية.
وتحدث أبو العينين عن تجربته في مجال الصناعة والاستثمار في مصر، والتحديات التي واجهته، وعوامل نجاح رجل الصناعة لتحقيق نجاحات قريبة وبعيدة المدى، مشيرا إلى أن الصناعة عامل لتحقيق التقدم في أي دولة، وأن المناخ الآمن للاستثمار مهم لجذب رؤوس أموال أجنبية داخل البلاد في مختلف المجالات.
وفتح خلال محاضرته النقاش مع الطلاب بجامعة النيل للرد على أسئلتهم، مؤكدا أن الشباب ركيزة أساسية في تحقيق التنمية، وأن الدولة المصرية تعتمد عليهم لثقتها في شباب مصر وقدرتهم على الإبداع والإنتاج.
وقال: “إن العمالة المدربة أهم عنصر في التنمية الصناعية، وقد عانيت على مدار ٣٠ سنة فترة عملي بالاستثمار في مصر، بسبب نقص العمالة المدربة وخروج أجيال من التعليم بعيدة عن سوق العمل، ونحن كرجال أعمال كنا نبحث عن عمال لديهم إبداع في التصميم، وإتقان للميكانيكا، لذلك اتجهنا للتركيز على تدريب العمالة، لتنفيذ متطلبات المصانع”.
وأكد أبو العينين أنه بدأ رحلته في مجال الصناعة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات من خلال قطعة أرض في الصحراء، وقال: “عند بداية رحلتي بدأنا العمل في صحراء العاشر من رمضان وحينها كان سعر المتر بجنيه واحد فقط، وكان الجميع غير متقبلين لفكرة إنشاء منطقة صناعية في الصحراء”.
وأضاف: “اتخذت قرارا وقتها بإنشاء مصنع رغم العقبات التي كانت تواجهنا، وسافرت إلى إيطاليا وجاء معي شريك إيطالي واستغرب جدا من نيتي بناء مصنع في الصحراء، ولكن بعد أن استمع لتفاصيل الفكرة أصبح لديه قناعة بنجاحي بسبب إصراري على النجاح، وقبل مشاركتي بدون زيادة في رأس المال”.
وأوضح رجل الأعمال محمد أبو العينين، أن الإصرار والتحدي عنوان النجاح، مشيرا إلى أنه كان عنوان تجربته في مجال الصناعة وتنمية مجموعته الاقتصادية. وقال: “لقد واجهت ظروفا مختلفة وإجراءات روتينية وصعبة خلال رحلتي لإقامة مصنع في بداية مشواري بمجال صناعة السيراميك، لكن السعي والعمل والإصرار كانا دافعا لي لتحقيق أهدافي”.
وأضاف: “واجهت صعوبات في بداية رحلتي، حيث تم رفض طلب الحصول على ترخيص إقامة أول مصنع سيراميك حاولت إقامته، ولكنني بإصراري وعزيمتي نجحت في الحصول على الموافقة، خاصة مع وجود مسئولين بالدولة يفهمون ويقدرون أهمية هذه الصناعة ووجودها في مصر في ذلك الوقت”.
وأكد أبو العينين أن سوق الاستثمار تأثرت في مصر بما حدث في مصر في 2011، لأن المستثمر الأجنبي هرب من مصر في هذا الوقت، وهو أمر طبيعي جدا أن يخاف أي مستثمر من فكرة عدم الاستقرار والأمان التي كانت تعانيها مصر وقتها، وتابع: “لا يمكن أن ننجح في جذب المستثمرين إلا من خلال توفير جو يتسم بالأمان والاستقرار في البلد”.
من جانب آخر، أكد أبو العينين أن مصر تشهد حاليًا طفرة هائلة في السياحة، لأن الناس بدأت تشعر بالأمان في مصر، مشيرًا إلى أن هذا الشعور بالأمان سببه الجهود الجبارة التي تقوم بها القوات المسلحة وقوات الشرطة، وقبلها جهود رئيس الجمهورية نفسه.
وقال: “الاستثمارات بدأت تنتعش في كل ربوع مصر، وعلينا أن نفتخر اليوم بالنهضة العمرانية الموجودة في مصر، فهناك 20 عاصمة جديدة في كل محافظات مصر”، مؤكدا أن النظام الجديد في مصر يحارب البيروقراطية والروتين، وهو ما يؤثر بشكل إيجابي على زيادة حجم الاستثمار.
وأضاف أن شركة “إيني” الإيطالية تستثمر في مصر بمعدل 70% من حجم استثماراتها، وهو ما يؤكد أن مصر بها فرص استثمار واعدة، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية حاولت جذب الاستثمار في مجال الكهرباء عام 2013 بشتى الطرق، والآن يتنافس على الاستثمار فيها شركات عالمية، خاصة في مجال الكهرباء.
وتابع: “مصر تحتاج الآن إلى مناطق صناعية في جميع أنحاء الجمهورية لجذب المستثمرين الأجانب، وعلى رأسها الشركات العالمية، وهو الأمر الذي يقلل من حجم البطالة ويزيد من حجم الاستثمار في مصر”.
وأشار أبو العينين إلى أنه عندما بدأ العمل كانت أكثر العقبات التي واجهها هي تدريب العمالة، لأن معظم الخريجين كانوا يريدون الجلوس على مكتب والقيام بأعمال إدارية، موضحا أن إصراره على تدريب العمالة كان سببا في إخراج جيل جديد مميز من الشباب من خلال مجموعة كليوباترا ، قائلا: “كنت سعيدا جدًا بأن رهاني على الشباب المصري كان في محله، فقد اعتمدت عليهم ونجحت بهم”.
وأكد أن التحدي يعتمد على إرادة قوية من أجل تحقيق النجاح، وهذا الكلام ليس شعارات ولكنه حقيقة وعنوان للنجاح والتقدم سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو الدول ومتخذي القرار.
وقام أبو العينين بجولة تفقدية بالمعامل التعليمية بجامعة النيل، وأعرب عن سعادته بالتجهيزات المتطورة المتاحة للطلاب داخل الجامعة، وجودة الخدمة التعليمية، وأعلن عن توفير 10 منح لطلاب جامعة النيل على نفقة مجموعة كليوباترا، بالإضافة إلى منح فرص عمل للطلاب العشرة الأوائل في مجموعة كليوباترا بمختلف التخصصات.