عقد منتدي الاستثمار العالمي والذي نظمه مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والاستثمار »الأونكتاد» في جنيف بحضور ١٥ من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء من ١٥٠ دولة وأكثر من ٣ آلاف من كبار رجال الاعمال ومسئولي الهيئات الاقتصادية وصناديق الاستثمار والمؤسسات الدولية.. في حضور السفير علاء يوسف مندوب مصر في جنيف.
وفي كلمته أمام الجلسة العامة للمنتدي والتي عقدت تحت عنوان التشريع من اجل التنمية المستدامة.. تناول محمد أبوالعينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي ١٠ قضايا أساسية لتحقيق التنمية وبناء عالم أفضل للجميع يسوده الاستقرار والازدهار، وأكد أبوالعينين علي أهمية حشد المجتمع الدولي لجهوده، وموارده من أجل تحقيق الأهداف الـ١٧ للتنمية المستدامة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع، واضاف ان تحقيق هذه الاهداف والمتعلقة بالقضاء علي الفقر والجوع وعدم المساواة والمناخ وتدهور وتحقيق السلاح والازدهار والعدالة وضمان خدمات صحية وتعليمية جيدة وفرص عمل لائقة، لن يتحقق بالنوايا الطيبة وإنما بتوافر الارادة وحشد الموارد وتشجيع الاستثمارات وفتح الاسواق وتخفيف الاعباء عن الدول النامية والأقل نموا. وطالب أبوالعينين الأمم المتحدة والحكومات والبرلمانات بوضع برامج زمنية مدعمة بالموارد لتحقيق هذه الاهداف وتقييم التقدم سنويا فيها وتهيئة المناخ الملائم ووضع التشريعات المشجعة لمشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص بفعالية في تحقيق تلك الاهداف.
كما طالب الدول المتقدمة بتشجيع توجه استثماراتها الي الدول النامية والدول الاقل نموا من خلال توفير ضمانات لهذه الاستثمارات وتقديم التمويل الميسر لها، مشيدا بالنموذج الايجابي الذي تقدمه الصين من خلال مبادرة طريق الحرير والذي يساهم في تحقيق المكسب للجميع وإعادة تأهيل البنية الاساسية وتحفيز النمو في الدول التي يمر فيها واضاف ان الصين خصصت له اكثر من تريليون دولار كتمويل ميسر وأنشأت من أجله مؤسسات مالية متخصصة.
كما اشاد بمبادرة اليابان »محيط هادي وهندي حر ومفتوح» وما تؤدي اليه من تعزيز تعاونها مع الدول الآسيوية والافريقية، مطالبا المؤسسات المالية والدول الكبري بالقيام بمبادرات مماثلة لمساعدة الدول النامية علي تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
مصر تجربة فريدة
وأكد أبوالعينين،ان تجربة مصر في التنمية المستدامة خلال السنوات الاربع الماضية تجربة فريدة انتصرت فيها الارادة المصرية علي كل التحديات والمؤامرات. وأضاف ان انجازات السنوات الاربع الماضية تعد دليلا علي وضوح الرؤية وقوة الإرادة وجدية التنفيذ، مشيرا الي ان مصر استطاعت ان تحفر قناة السويس الجديدة في عام واحد وبتمويل مصري خالص، وضاعفت انتاج الكهرباء وانشأت ١٫٨ مليون وحدة سكنية جديدة ومدت أكثر من ٥ الاف كم من الطرق وتنشيء عاصمة إدارية جديدة تعادل ضعف مساحة القاهرة، وتبني جيلا جديدا من المدن الذكية وتضيف ١٫٥ مليون فدان جديد للرقعة الزراعية، وتضاعف مساحة العمران.
كما استطاعت ان تضاعف معدل النمو الاقتصادي وتستعيد السياحة وتخفض معدل البطالة، وتحقق قفزات هائلة في تمكين الشباب والمرأة وتؤسس نظامها السياسي الجديد علي حكم القانون والمواطنة المتساوية وتكثف جهودها في الاستثمار في الانسان تعليميا وصحيا وثقافيا، وتطور مناخ الاستثمار وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتتحول الي مركز اقليمي لتداول الطاقة في الشرق الاوسط، وتجري تحديث شامل للبيئة التشريعية المنظمة للاستثمار وتفتح مجالات جديدة امام القطاع الخاص.
وأوضح أبوالعينين ان مصر حققت كل ذلك وفي نفس الوقت انتصرت علي الإرهاب واستطاعت تأمين حدودها واستطاعت الانتصار علي مخطط أهل الشر لتشويه صورتها أمام العالم، وتمضي بثقة وتفاؤل نحو المستقبل الافضل وفق رؤية طموحة للتنمية المستدامة »مصر ٢٠٣٠»
وأضاف أن هذه الرؤية تربط الحاضر بالمستقبل وتستلهم إنجازات الحضارة المصرية العريقة لتبني مسيرة تنموية لوطن متقدم ومزدهر تسوده العدالة.. كما تمثل خريطة الطريق التي تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا التنافسية وتعمل علي تنفيذ أحلام وتطلعات الشعب المصري في توفير حياة لائقة وكريمة.
أشار أبوالعينين الي ان ما تحقق هو البدايات والقادم أكبر وأفضل بكثير لأن القيادة السياسية لديها الرؤي والإرادة والتأييد الشعبي للعبور بمصر للمستقبل.
وحذر أبوالعينين من تداعيات الدمار الذي سببته الحروب الحالية في الشرق الاوسط علي الاجيال القادمة وما تؤدي اليه من استنزاف للأرواح والموارد وتدمير لفرص المستقبل.
وأضاف ان المجتمع الدولي لو أراد الوصول لحل لهذه الحروب لاستطاع ذلك، لكن للاسف هناك استغلال لهذه الأزمات في تحقيق مصالح سياسية ضيقة علي حساب الشعوب والمستقبل.
إفريقيا أغني القارات
واشار الي ان قارة إفريقيا هي أغني قارات العالم بمواردها الطبيعية والبشرية ومع ذلك هي أكثر قارة تعاني من نقص الخدمات وتراجع مؤشرات التنمية المستدامة، مشيرا الي ان افريقيا هي أرض الفرص وتتمتع بجميع مقومات النمو والتنمية داعيا العالم الي الاستثمار في تطوير البنية الاساسية. كما اشار أبوالعينين الي أهمية دور الاستثمار الخاص في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأهمية تهيئة المناخ الجاذب له وتوفير الضمانات وخاصة لتشجيع الاستثمار في مشروعات البنية الاساسية.
وأكد الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي علي أهمية دور المحليات في تحقيق التنمية المستدامة لانها الاقرب الي الناس، وشدد أبوالعينين علي أهمية تكثيف الاستثمار في البشر فهم غاية التنمية ووسيلتها، داعيا الحكومات لتأهيل الموارد البشرية لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة وما ستؤدي اليه من خلق وظائف جديدة واندثار وظائف قائمة.
كما أكد علي ان البرلمانيين من خلال دورهم التمثيلي والتشريعي والرقابي قادرون علي قيادة الحوار بين جميع الاطراف من أجل تحقيق التوازن بين عوائد التنمية المستدامة لصالح جميع فئات المجتمع بالاضافة الي دورهم في اصدار التشريعات التي تحقق أهداف التنمية المستدامة.