النجاح لا يأتي مصادقة ولكن نتيجة جهد وعرق دائم طوال سنوات، ومقومات وفكر وعقلية رائعة. . هذا ما يمتلكه رجل الصناعة محمد أبو العينين، فحياته قصة نجاح ومشوار تحدٍ لمصري من أسرة متوسطة استطاع أن يصل للعالمية، ويحفر اسمه بحروف من نور في سجل الاقتصاد العالمي. . رجل صناعة من طراز رفيع وعقلية اقتصادية رائعة.. مؤسس مجموعة “كليوباترا” التي تعد واحدة من أهم 4 صروح صناعية واقتصادية في العالم.. ومنتجاته تصدر لأكثر من 110 دولة حول العالم، كما حصد ” أبو العينين ” عشرات الجوائز العالمية من اليابان وأمريكا وإيطاليا.
“أبو العينين” سياسي بارز ورجل وطني من طراز رفيع، عندما يتعلق الأمر بمصر تجده في أول الصفوف مناضلاً ومحاربًا ومدافعًا عن تراب الوطن. مضحيًا بحياته فداء لمصر، فكان أول من سافر للأمم المتحدة ودول أوروبا لكشف حقيقة ما يحدث في مصر بعد ثورة 30 يونيو وتصحيح الصورة وكشف كذب ومحاولات قوى الشر التي أرادت رسم صورة مشوهة عما يحدث في مصر.. وذلك بفضل ما يمتلكه من علاقات قوية في الخارج كونه الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي.. عقب لقائه مع بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة خرج الأخير وأعلن أن ” 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصري “.. أبو العينين تاريخ طويل من النضال والدفاع عن الوطن ضد الجماعة الإرهابية ومخططاتها ضد مصر.
خلال حواره الهام مع مجلة “الإيكونوميست المصرية” وضع أبو العينين روشتة وخارطة طريق لتحقيق نهضة صناعية في مصر، مؤكدًا أن مصر في 2020 تدخل مرحلة الانطلاق الاقتصادي، ودعا لضرورة تأسيس مجلس أعلى للصناعة يتبع الرئيس مباشرة. وإلى إقامة مؤتمر اقتصادي عالمي يجمع أكبر 300 شركة بالعالم للتسويق للفرص الاستثمارية في مصر. وأبدى تفاؤله بأن مصر ستصبح ضمن أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2030، وتحدث عن حكاية 25 عامًا من النجاح لمنتجات سيراميكا كليوباترا في السوق اليابانية.
وأكد أبو العينين أن الرئيس السيسي قائد وطني صادق وشجاع عاشق لمصر وشعبها، اكتسب احترام العالم واستطاع أن يغير صورة مصر أمام العالم، وأن يكون صمام أمان لمصر والعرب، وأن يحقق معجزة اقتصادية ونهضة في شتى المجالات، موضحًا أن رجال الأعمال المصريين أياديهم وقلوبهم مع الرئيس لنهضة مصر الصناعية وبداية عام الصناعة في 2020 .
وكشف أبو العينين تفاصيل لقائه مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وعدد من المسئولين البارزين بالإدارة الأمريكية والكونجرس حول سد النهضة.. مؤكدًا أن حلمه أن نبني مصر الصناعية المتقدمة وأن تصبح مصر شريكًا أساسيًا في الثورة الصناعية الرابعة..
وإلى نص الحوار:
عقد خلال الأيام الماضية مؤتمر مصر الاقتصادي الأول وكنت أحد أبرز الحضور لمناقشة مرحلة ما بعد الإصلاح الاقتصادي.. بصفتك واحدًا من رجال الصناعة الوطنيين ما الروشتة التي يحتاجها قطاع الصناعة المرحلة المقبلة ليقود عملية التنمية بمصر؟
الصناعة هي مستقبل الأمة وطريق مصر نحو التنمية المستدامة، فلا توجد أي دولة تقدمت بدون صناعة فهي “محرك النمو والتصدير والقيمة المضافة” أكثر من 100 دولة بما فيها أكثر الدول تقدمًا وضعت خلال آخر 10 سنوات استراتيجيات جديدة لتشجيع الصناعة وحوافز استثمارية في الصناعات عالية القيمة المضافة والإنتاجية. وأكثر من 80% من إجراءات الدول لتشجيع الاستثمار تأتي لصالح الاستثمار الصناعي.
وللنهوض بالصناعة المصرية سريعًا علينا تخفيض تكاليف الاستثمار والإنتاج من خلال حزمة إجراءات جريئة لخفض أسعار الطاقة وربطها بالأسعار العالمية وخفض الفائدة وتكاليف النقل والعمالة وأسعار الأراضي وإلغاء الضرائب العقارية على المصانع. والتوجه نحو التخصص الإنتاجي وتوطين الصناعات في المحافظات وفق ما تتمتع به كل محافظة من مزايا. مع خلق مناطق صناعية متخصصة بها كل الخدمات بما يؤهلها لجذب الاستثمارات. وكذلك الربط بين المناطق الصناعية وبعضها والموانئ للتصدير. وخفض التكاليف وتعميق الصناعة والربط بين المشروعات الصغيرة والكبيرة.
علينا نشر فكر المناطق الصناعية والاستثمارية بنظام المناطق الاقتصادية الخاصة والترويج لها داخليًا وخارجيًا. مع إعادة دور بنك التنمية الصناعية وبنك تنمية الصادرات ليقوما بتوفير التمويل بسعر فائدة منخفض للصناعة.
كذلك من الضروري تهيئة مصر لدخول الثورة الصناعية الرابعة وتقديم حزمة حوافز للشركات العالمية لتشجيعها على الاستثمار في مصر في مجال الصناعة وإطلاق برامج تأهيل وتدريب بالجامعات للشباب على هذه الصناعات. إلى جانب الربط بين الموانئ ومناطق الإنتاج والاستهلاك وربط المناطق الصناعية بشبكة من خطوط السكك الحديدية والطرق السريعة وتعظيم الاستفادة من النقل النهري.
بداية علي أن أحيي الفريق مهاب مميش لأنه أحيا هذه المنطقة، وقبله كانت منطقة منسية ولم يكن بها مرافق ولكنه بدأ يروج للمنطقة عالميًا، الأمر الذي مثل نقلة كبيرة، والآن أصبح هناك قانون متميز للمنطقة ومجلس إدارتها يقوم بجهود كبيرة. والاستثمارات بالمنطقة سواء المصرية أو الأجنبية تتزايد بشكل كبير. أصبح لدينا المنطقة الاقتصادية الروسية والصينية. وهناك العديد من الدول تدرس حاليًا إقامة مناطق صناعية لها منها اليابان والبرتغال. وعلينا الحوار مع شركاء مصر الاقتصاديين كألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا لإنشاء مناطق اقتصادية خاصة بشركاتهم، ومنح حوافز غير ممنوحة في القانون للمنطقة مقارنة بالحوافز الممنوحة في المناطق الأخرى بالعالم.
إن طموحاتنا كبيرة ومن الضروري أن يكون لدينا خطة قوية للترويج والتسويق عالميًا ليس للمنطقة الاقتصادية فقط ولكن التسويق لمصر سياحيًا واقتصاديًا وجذب للاستثمارات، من خلال شركة عالمية متخصصة في ذلك، فمصر بإمكاناتها الهائلة لا ينقصها سوى جودة التسويق عالميًا. وأقترح عقد مؤتمر عالمي للترويج للاستثمار في مصر في العاصمة الإدارية الجديدة. وندعو له أكبر 300 شركة في العالم. ونقدم 100 فرصة استثمارية مدروسة ولها حوافز وحاصلة على جميع الموافقات مسبقًا. تقدم هذه المشروعات كفرص استثمارية بحوافز ومبادرات غير مسبوقة بمناسبة دخول مصر عصر الانطلاق الاقتصادي. هذا سيجعل هناك تسابق على الاستثمار في مصر، ومن شأنه أن يضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي بقوة.
“مجموعة كليوباترا” بدأت في مصر عام 1983، وأقمت أول مصنع للسيراميك في الشرق الأوسط وسط صحراء العاشر من رمضان، ثم انتقلنا إلى السخنة في المنطقة الاقتصادية الصناعية. كنا أول من ادخل صناعة السيراميك والبورسلين لمصر والأن أصبح لدينا أكبر مصنع للسيراميك في مصر والشرق الأوسط والثالث أو الرابع على مستوى العالم، ومشاريع مجموعة كليوباترا تنتشر في كافة أنحاء مصر في العاشر من رمضان وشمال غرب خليج السويس، وشرق العوينات، وشرم الشيخ، والغردقة، ومرسى علم، ومرسى مطروح، والنوبارية، وغيرها.. كنا من رواد الاستثمار في هذه المناطق وأصبحت مشروعاتنا مزار للملوك والرؤساء ونموذجًا يحتذى به للأجيال الجديدة من المستثمرين.
هذا النجاح لم يأتِ بالصدفة ولكن نتيجة جهد وعرق وإصرار، كنت حريصًا على خلق جيل صناعي حديث لأول مرة في مصر. أنشأنا أكاديمية كليوباترا التعليمية واستقدمنا خبراء في صناعة السيراميك من الخارج ليعلموا الشباب المصري أساسيات الصناعة الحديثة والتخصص الإنتاجي والابتكارات والتكنولوجيا. والجزء الفني والعلمي في الصناعة. ونجحنا في تخريج فنيين مصريين محترفين استفادت منهم السوق المصرية والأسواق العربية.
عدد العمالة في المجال الصناعي فقط لدينا وصل إلى 25 ألف عامل، ومنتجاتنا يتم تصديرها إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، بينها دول صناعية كبرى.
تنوعت بعد ذلك أنشطة المجموعة دخلنا القطاع السياحي وأنشأنا فنادق وقرى سياحية في الساحل الشمالي والغردقة وشرم الشيخ وطابا ومرسى علم. ثم للأنشطة الزراعية وبدأنا في منطقة شرق العوينات، أقمنا مزرعة متطورة لزراعة القمح والشعير والذرة للمشاركة في تخفيف حدة استيراد تلك السلع الضرورية الهامة والتي كانت ترهق ميزانية الدولة وتستنزف العملة الصعبة، ثم أقمنا مزارع في النوبارية والعاشر من رمضان وشرق السويس وسهل الطينة ووادي الملاك. ونجحنا في تحويل المناطق المهجورة والنائية إلى مناطق آهلة أقيمت عليها المزارع النموذجية. ونجحنا في تنوع المنتجات الزراعية، ونصدر منتجاتنا إلى أوروبا وروسيا وماليزيا.
انتقلنا بعدها لقطاع التطوير العقاري وأنشأنا مدنًا متكاملة في أكتوبر والشروق والإسكندرية، بعدها جاءت مشاركتنا في قطاع الإعلام من خلال قنوات ومواقع ” صدى البلد “. إن مشروعات مجموعة كليوباترا الإنتاجية والخدمية ساهمت بشكل كبير في تعمير الصحراء وتوطين الصناعة وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية. وخلق الوظائف وتأهيل العمالة وتأمين الغذاء وتوطين التكنولوجيا الحديثة وتعظيم القيمة المضافة من الخدمات المحلية.
هذا العام احتفلنا باليوبيل الفضي بمرور 25 عامًا على وجود منتجات سيراميكا كليوباترا في السوق اليابانية، إننا فخورون بذلك لأنها تجربة رائدة فاليابان أصعب الأسواق العالمية لأنها تتطلب كفاءة وجودة وأحدث التكنولوجيا التي وصل إليها العالم، نجحنا في التحدي، فوجودنا في السوق اليابانية صك نجاح لمنتجاتنا في أكثر من 108 دولة حول العالم.
كان هدفي دائمًا أن نكون الأفضل عالميًا في صناعة السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية، واليوم نحن سعداء بما حققناه، وبمشاركتنا في المشروعات العملاقة في اليابان ” محطات المترو – مطار أوساكا – جهزنا مطارات وفنادق يابانية ومحطات القطارات في طوكيو ومئات المولات والمستشفيات وأول جامعة اقتصادية ومئات المدارس ” وتوج نجاحنا بالحصول على جائزة أكبر مصدر للسوق اليابانية، أشعر بفخر عندما أسمع مقولة إن ” ثلث الشعب الياباني يخطو يوميًا على منتجات سيراميكا كليوباترا . . منتج يحمل علامة صنع في مصر” ذلك ليس فقط نجاحًا لسيراميكا كليوباترا ولكن لسمعة مصر ومنتجاتها وثقة وتعظيم للمنتج المصري بالأسواق العالمية.
أي شخص وطني وحريص على مصر سيفعل هذا. وما دفعني لذلك محاولة خلق فكر جديد ووضع رؤى وخطط مستقبلية للدولة وتعريف الناس بأهمية العمل والمرحلة وتوعيتهم بالمخاطر التي تحاك ضد الدولة المصرية.
أنشأت قناة “صدى البلد” في لحظة فارقة للوقوف في وجه الإعلام المغرض، الذي لا يتوانى عن بث السموم من أجل هدم الدولة المصرية، آلاف الشائعات تطلق ضد مصر، فكان لابد من وجود قناة وطنية تنقل الحقيقة وتبث الوعي لدى المصريين، وحتى الآن فإن سياسة القناة لم تتغير وستظل مدافعة وداعمة وفي ظهر الدولة المصرية ومؤسساتها، ضد أهل الشر والإرهاب.
أحداث يناير أصابت جميع القطاعات في مصر بأضرار بالغة وأثرت سلبيًا على الاقتصاد المصري بصفة عامة ونترك الذكرى للتاريخ سيحكم عليها بصدق.. ولكن بصفة عامة إلى الآن لم تتخلص مصر من تبعات 2011 الاقتصادية.
تعرضت لضغوط رهيبة، كانوا يحاولون ابتزاز أي رجل أعمال ووضع أيديهم على جميع ما يملك حاولوا ترهيبي لترك مصر والاستيلاء على شركاتي ومصانعي ولكنني استمريت وتحديت كل التهديدات التي واجهتها. لم أترك ولم أتخل عن مسئولياتي أبدًا في تلك المرحلة العصيبة. رغم محاولات التنكيل بي في عدة قضايا ملفقة من قبل قوى الشر، لدرجة أن بعض القضايا كان قاضي التحقيق لا يجد ما يوجهه لي من اتهامات. وكان الإخوان يأتون بشهود الزور في سياراتهم الشخصية ليشهدوا ضد بعض رجال الأعمال زورًا مقابل 200 جنيه.
كان أهل الشر يختلقون لي المشكلات ويثيرون العمال ضدي بعمل وقفات احتجاجية لإلحاق الخسائر بالمصانع، عرضوا عليّ بيع المصانع لمجموعة من المستثمرين الحلفاء معهم في تركيا. ولكنني وقفت في وجههم ورفضت بيع المصانع وقلت: ” إن المصانع أولادي ولن أفرط في أولادي”. وجاءت ثورة 30 يونيو العظيمة لتلفظ حكمهم وممارستهم الإرهابية، واجتزنا المرحلة الشاقة وبدأنا نشعر بأن هناك دولة وكان علينا واجب وطني وتحملنا الظروف الصعبة ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدناها خلال تلك الفترة لهشاشة الاقتصاد وقتها فإننا تحملناها بصدر رحب وكنا سعداء أننا نساهم ونقوم بواجبنا الوطني تجاه مصر وإعادة بنائها من جديد.
وإلى اليوم ما زالت قنوات الجماعة الإرهابية تهاجم وتبث الفتنة 24 ساعة يوميًا، ولكن المصريين كشفوا ألاعيبهم وأصبحوا يدركون كم الكذب الذي يروجونه من أجل هدم مصر.
خلال الفترة الماضية كنت متواجدًا في العديد من المحافل الدولية العالمية “مؤتمر التيكاد بطوكيو واجتماعات الأمم المتحدة وبورصة لندن للسياحة” وذلك لنقل الصورة الحقيقية عن مصر.. مصر الآمنة المستقرة وما تعيشه بلدنا من تقدم ونهضة حقيقية. كنت سعيدًا لإدراك الأجانب لما حدث بمصر من تحول وما حققته من تقدم كبير، وتغيير الصورة التي حاول أهل الشر ترويجها ببث الشائعات والتضليل بفضل التهم الإعلامية المأجورة والكاذبة.
اليوم نستطيع أن نقول إن صورة مصر تغيرت في العالم. وإن بلدنا أصبحت في مكان آخر لدى شعوب العالم ويتحدثون عنا بكل حب وصدق. ولعل الاهتمام الكبير وما شاهدناه من طوابير الزائرين لمعرض توت عنخ آمون يعكس الشغف بمصر وآثارها. كنت فخورًا بما قدمته مصر من منظومة رائعة ومتطورة محترفة في عرض تاريخها وحضارتها. يمكننا من خلال هذا الفكر وتلك المعارض الرائعة الترويج للاقتصاد المصري وجذب استثمارات جديدة. وأن نتجه بتلك المعارض الأثرية إلى دول العالم ” اليابان والصين وإيطاليا واستراليا” ونستهدف جنسيات جديدة للمجيء لمصر للسياحة والاستثمار.
نمتلك إمكانات هائلة وثروة بشرية وسوقًا ضخمة لـ 1,3 مليار أفريقي و600 مليون عربي ولكننا في حاجة إلى حملات ترويج وتسويق عالمية، مصر خلال سنوات تستطيع أن تكون أكثر دول العالم جذبًا للسياحة. يجب أن ننتهي من مشروع رحلة العائلة المقدسة والترويج للحج في مصر، كل ذلك يمثل إيرادًا جديدًا، وقيمة مضافة في صناعة السياحة التي تخدم 100 صناعة أخرى من ورائها.
الحقيقة الرئيس السيسي استطاع أن يدق ناقوس الخطر حول ملف سد النهضة أمام المجتمع الدولي بالجمعية العامة للأمم المتحدة، تحدث بمصداقية كاملة عن خطورة الأمر، وعرض وجهة النظر المصرية حول الأزمة حرصًا على العلاقات القوية بين دول القارة، ووحدة دول القارة، فهو عاشق لأفريقيا.
بعدها التقيت رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة وعددًا من المسئولين البارزين بالإدارة الأمريكية والكونجرس والقادة الأفارقة، وكشفت مدى تأثير السد وخطورته على مصر والجميع كان متفهمًا للموقف المصري وخطورة القضية على سلامة المنطقة. حيث أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال لقائي به أنه ليس من حق أي دولة أن تمنع المياه أو تنقض اتفاقياتها مع دولة أخرى حتى في حالات الحرب بين الدولتين. فالمياه حق من حقوق الإنسان. وتعهد بأن حل الأزمة ستكون أولى اهتماماته وأنه سيتدخل بشكل سريع للتشاور لعقد اجتماعًا مع الأطراف الثلاثة “مصر والسودان وأثيوبيا” للوصول لحل دبلوماسي، وحاليًا المفاوضات حول السد تسير بشكل جيد من خلال تدخل الولايات المتحدة الأمريكية كشريك لحل الأزمة وحضور اجتماعات التفاوض بين ممثلي الدول الثلاث.
عندما يتعلق الأمر بمصر وشعبها سأكون دائمًا في أول الصفوف مدافعًا بكل قوة ومحاربًا حتى لو كلفني الأمر حياتي، فأنا عاشق لمصر وترابها. وخلال سنوات حياتي لم أستثمر في مكان خارج مصر، فأموالي جميعها في مشروعات مصرية، رغم ما يعرض عليّ من حوافز استثمارية هائلة بالخارج وبمكاسب وضمانات خيالية.
بعد ثورة 30 يونيو العظيمة ذهبت ومجموعة من أعضاء البرلمان الأوروبي إلى الأمم المتحدة لتوضيح الصورة الحقيقية عما يحدث في مصر، وفوجئنا بأن كافة اللجان هناك مبرمجة على أن 30 يونيو انقلاب وأنه لا يوجد ثورة، كانت المهمة صعبة بشكل كبير، وقمنا بتصحيح الصورة بشكل كامل بالدلائل من فيديوهات وصور، وكان الاجتماع الواحد يستغرق ما بين 4 إلى 5 ساعات إلى أن التقينا في نهاية الزيارة مع بان كي مون الأمين العام السابق للأمم المتحدة في اجتماع استغرق أكثر من ساعة ونصف ليخرج بعدها بتصريح دولي قائلاً: ” إن 30 يونيو ثورة شعبية حماها الجيش المصري ” .
الإصلاح الاقتصادي كان ضرورة لمواجهة مشكلات الاقتصاد المزمنة، وكان بمثابة “الدواء المر” الكل تجرعه رغم مرارته، لم يكن هناك بديل غيره فهو السبيل لبر الأمان، وبالفعل برامج الإصلاح بدأت تتحسن لمصلحة المنتج والصناعة، وانخفضت أسعار الفائدة وكذلك أسعار الطاقة، فأسعار الغاز كانت عاملاً مؤثرًا للغاية في الصناعة وكادت أسعاره المرتفعة أن تتسبب في كارثة لجميع المصانع، واستجابت القيادة السياسية والحكومة وتم تخفيض سعر الغاز وهذا مؤشر جيد للغاية، كما تحققت نتائج إيجابية أخرى منها حل مشكلة الدولار، واستعادة معدلات النمو، وعودة السياحة، والتطور الهائل في البنية الأساسية وتحسن مناخ الاستثمار، وبدء تبني مصر فكر المناطق الصناعية المتخصصة.
نطالب بأن يكون لدينا رؤية مستقبلية جديدة للصناعة المصرية من أجل أن تصبح مصر دولة متقدمة صناعيًا، مع استمرار سياسة الإصلاح وتخفيض تكاليف الاستثمار والإنتاج حتى نستعيد أسواقنا التي فقدناها نتيجة صعوبة التنافس في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج، ونطالب بخفض أسعار الغاز وربطه بالسعر العالمي، لأن منظومة الإنتاج تحتاج إلى إعادة نظر، وكذلك منظومة تكاليف الاستثمار، وهذا يعد هدفًا أساسيًا لابد أن تتبناه الحكومة خلال المرحلة المقبلة لإنعاش الصناعة.
أن تصبح هناك صناعات متطورة مستوطنة في مصر، وأن نبني مصر الصناعية المتقدمة، ونصبح جزءًا فعالا وشريكًا أساسيًا في الثورة الصناعية الرابعة، وأن نخاطب العالم كله ونستقطب المستثمرين الصناعيين العالميين في صناعات المستقبل التي بها القيمة المضافة العالية.. حلمي منتج مدون عليه ” صنع في مصر” بمنتجات محلية وخبرة وتكنولوجيا عالمية.
لابد أن نحدد هدفنا من التصدير، بمعنى أنه من الضروري أن يكون هناك منتج عالي الجودة نستطيع أن ننافس به في الأسواق الخارجية سواء كان منتجًا صناعيًا أو عقاريًا أو زراعيًا. خاصة أن المنافسة أصبحت شرسة وقوية للغاية، وكي ننهض بالصادرات لابد من خفض تكاليف الإنتاج ووضع الصناعة المصرية على قدم المساواة مع نظرائها في العالم، ووضع خطط للإنتاج للسوق الأفريقية الضخمة التي تتنافس الدول عليها، وربط مصر بخطوط ملاحية مباشرة لأفريقيا وتنفيذ مبادرة الرئيس بإنشاء طريق القاهرة/ كيب تاون بما يضمن وصول المنتجات المصرية لأسواق 10 دول في شرق أفريقيا خلال مدة لا تزيد عن 4 أيام، وكذلك إنشاء مراكز لوجيستية للسلع المصرية في أفريقيا ودعم الدولة لمشاركة الشركات المصرية في المعارض الخارجية والتوسع في إنشاء فروع للبنوك المصرية بأفريقيا، وضرورة وجود كيانات كبرى مسئولة عن توفير الضمانات للمُصدر المصري خاصة في الأسواق عالية المخاطر.
منتجات الاثاث في دمياط، ولابد من تطويرها والحفاظ على تلك الميزة النسبية، وهناك سلع أخرى من الممكن أن يصبح لدينا ميزة نسبية فيها خاصة أن عليها طلب عالمي منها “الصناعات الكيماوية ومواد البناء والمنسوجات والإلكترونيات وصناعات المستقبل والسيارات الكهربائية”، فلابد من إعداد استراتيجيات لتشجيع هذه القطاعات وتحفيز الاستثمار فيها.
لدي تفاؤل كبير، وبداية 2020 ستشهد مرحلة الانطلاق الاقتصادي لمصر، فالرئيس السيسي قائد وطني شجاع اكتسب احترام العالمي بمصداقية وشرف، ونجح بقوة في تغيير صورة مصر خارجيًا خلال 5 سنوات فقط، وأثبت للعالم أن مصر جادة في الإصلاح ولها مصداقية كبيرة في الإنجاز سواء في الأمن والأمان الذي تحقق بالفعل، كما أثبت الرئيس السيسي أن مصر قوية على الساحة السياسية في المنطقة، ونجح في تحقيق معدلات غير مسبوقة في العديد من المجالات المختلفة مثل انخفاض معدلات البطالة والتضخم وارتفاع متوسط دخل الفرد نسبيًا، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي إلى 45 مليار دولار، وانخفاض العجز في الموازنة العامة للدولة، وإقامة بنية أساسية قوية من خلال شبكة طرق ضخمة والأنفاق الجديدة وسهولة الدخول والخروج من سيناء عبر هذه الأنفاق وتشييد 14 مدينة جديدة منها العاصمة الإدارية أحدث المدن التكنولوجية في العالم ومساحتها أكبر من سنغافورة وباريس، والاستقرار الأمني الذي تم بفضل أبناء القوات المسلحة والشرطة ودفاعهم عن تراب مصر.
كل ذلك تحقق بفضل رئيس وقائد يؤمن بقوة وقدرة شعبه على تحقيق المستحيل وشعب عظيم وثق في قائده وسار خلفه، استطاع السيسي أن يرسم خريطة مصر المستقبل، وأن يستعيد مكانة مصر الحقيقية إقليميًا وعالميًا، وأعطى اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الخاص بصفته شريكًا وداعمًا أساسيًا في التقدم الاقتصادي، إن الرئيس السيسي سيتوقف عنده التاريخ وسيروي أحفادنا ما حققه بفخر وحروف من نور.
إن مصر ستصبح ضمن أكبر 10 اقتصادات عالمية في 2030، لذلك علينا أن نعمل بقوة ونزيد الإنتاجية ونفكر في المرحلة المقبلة ونشجع القطاع الخاص المحلي لزيادة استثماراته ونشاطه واستقطاب رؤوس أموال أجنبية وجذب الشركات الكبرى من أجل ضخ أموال ضخمة في شرايين الاقتصاد المصري وهذا لن يأتي إلا بحوافز تشجيعية ووضع قواعد جاذبة.
علينا أن نقف جميعًا مع دعوة الرئيس، إن الرئيس السيسي يفي بوعوده دائمًا لأنه ينفذ قبل أن يتكلم، ذلك عهدنا معه دائمًا، فالرئيس قادر على أن يجعل 2020 عام الصناعة وأؤكد أن رجال الأعمال والمستثمرين المصريين مع الرئيس وأياديهم وقلوبهم مع هذه الدعوة.
ونحن ندعو لأن يكون 2020 عام الصناعة فإنني أدعو لضرورة وجود مجلس أعلى للصناعة يضم كافة الجهات ” الاستثمار والإسكان والصناعة والإدارة المحلية… وغيرها” على غرار المجلس الأعلى للاستثمار، وتكون تبعيته للرئيس مباشرة حتى يكون له حرية القرار، هذا المجلس يكون منوطًا بحل مشكلات الصناعة بشكل سريع، فالصناعة قاطرة التنمية ولم تأخذ حقها خلال السنوات الماضية مما زاد من أعبائها، وتحتاج إلى وقفة ودعم قوي من الدولة.
إن بقاء مصر قوية يمنح الأمان لجميع دول المنطقة، والرئيس السيسي صمام الأمان لمصر وللمنطقة العربية كلها، والغالبية العظمى من رجال الأعمال المصريين شرفاء وحريصون على مصلحة وطنهم ولديهم ولاء لوطنهم، ويدعمون الرئيس وأياديهم معه دائمًا في كافة خطواته لصالح الوطن.