قال الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، رئيس الشعبة العامة للمستثمرين في اتحاد الغرف التجارية المصرية رجل الصناعة المصري محمد أبوالعينين، إن الاقتصاد العربي أصبح في خطر، مطالباً رجال الأعمال الخليجيين، خصوصاً المستثمرين الكويتيين، بالعودة للاستثمار في الوطن العربي، الذي أصبح في حاجة لاستثماراتهم، ومؤكداً ضرورة مساندتهم في هذا التوجه.
وأضاف في حوار مع «الراي»، أن «المستثمر العربي مرحب به في مصر، وخاصة المستثمر الكويتي، لأن «علاقات البلدين خاصة ومتميزة، والاستثمارات الكويتية، تعودناها متنوعة وقوية».
وتعليقاً على الزيارات «المصرية ـ الكويتية» المتبادلة، قال أبوالعينين إن مصر تسعد بهذه الزيارات، فالدم المصري والكويتي، امتزج في حرب الكرامة في أكتوبر 1973، وايضا عند تحرير الكويت، من الغزو الصدامي.
ولفت إلى أن أفريقيا باتت مطمعاً لكل دول العالم، خاصة أن معظم مواردها لم تستكشف بعد، مشيراً إلى أن قطاع صناعات المستقبل والخدمات، مجالات واعدة للاستثمار في مصر.
وفيما يلي نص الحوار:
– العلاقات بين البلدين تاريخية، وسعداء بالتواجد الكويتي في مصر، كما أن المصريين مرحب بهم في أي وقت بالكويت. وهنا نتذكر أن الدم الكويتي اندمج مع المصري، في حرب الكرامة في أكتوبر 1973، وأيضاً في حرب تحرير الكويت من الغزو الصدامي، ما يؤكد خصوصية العلاقات بين البلدين.
– نقدّم فرصاً استثمارية يمكن أن تكون محل اهتمام منهم، ولدينا الآن انفتاحاً في 25 محافظة على المستثمر الجاد، في قطاعات التجارة والزراعة والصناعات التعدينية. كل الخدمات والفرص الاستثمارية موجودة، والدولة المصرية وضعت قوانين وتشريعات كي يتساوى المصري والأجنبي، كما أقرت قانوناً للمناطق الاقتصادية التي يديرها المستثمر بنفسه، وهناك مناطق صناعية بتيسيرات خاصة، ومن حق الدولة منح المستثمرين أي مزايا أخرى غير منصوص عليها بالقانون.
ونحن سعداء باستثمارات الإخوة من الكويت في المجالات المختلفة، وكنت أتمنى أن يستثمر العرب في الاكتشافات البترولية في مصر، لا أن يتولى ذلك مستثمرون أجانب.
– أقول لهم أمتكم في خطر، فعودوا بأموالكم للأمة العربية، وهناك فرص عظيمة للاستثمار في أي بلد عربي، وليس في مصر فقط، ودولنا أولى بأموالنا. وبالنسبة لمصر، فلديها سوق واعد.
– نحاول جمع الأمة العربية من خلال الاتحاد، لأن اﻻتجاهات والأنشطة مختلفة والتطورات سريعة، وهدفنا أن تعود أموال الأمة العربية عليها بالنفع.
– الفرص اﻻستثمارية، هي التي تفرض على رجل الأعمال أن يتجه من مكان إلى آخر، وأنا ﻻ أستطيع أن أُجبر أي مستثمر أن يضع أمواله في مكان خطر، أو مشروع خاسر، فالمستثمر يريد استثماراً آمناً يحقق المكاسب، لذلك يجب توفير مناخ اقتصادى جيد في دولنا العربية، حتى تستقر الاستثمارات العربية.
– الفرص اﻻستثمارية اليوم تختلف عن ذى قبل، ولو تحدثنا عن مصر، فإن حجم السوق للدول التي تربطها معها اتفاقيات، سواء عربية أو أوروبية أو أفريقية، يمثل حجم السوق لمصر، فمن يأخذ منتجاً مصرياً أو يستثمر في مصر سيحصل على المزايا والإعفاءات نفسها التي يتمتع بها المستثمر المصري.
*وماذا عن دعوتك الأخيرة لعقد مؤتمر اقتصادي في العاصمة الإدارية الجديدة بحضور قيادات شركات عالمية من جنسيات مختلفة بينها الشركات العربية؟
– مهم وضروري عقد مؤتمر دولي كبير فى العاصمة الإدارية، تنظمه الحكومة المصرية، وتوجه دعوات لأهم 300 شركة عالمية في القطاعات الاقتصادية المختلفة كافة لحضوره، بهدف جذب مستثمرين جدد.
ولابد أن نخصص برامج تسويقية للترويج للاستثمار، مثلما نفعل في السياحة والآثار، وإذا نجحنا فعلياً في ذلك مع الاستفادة من الطفرات التي يشهدها الاقتصاد الوطني، فإن الوضع سيتغير تماماً وسنشهد توفير آلاف من فرص العمل. كما لابد من وضع «تارجيت» لجذب الاستثمارات الأجنبية بشكل سنوي، تعمل كل الجهات والوزارات ذات الصلة بملف الاستثمار على تحقيقه.
– صناعات المستقبل، وكل ما يتعلق بها، هي الفرص اﻻستثمارية الواعدة. المستثمر العربي يريد المكسب السريع، وذلك من وجهة نظري فى وقتنا الحالى ليس ميزة، فالأفضل أن يستقر ويتوسع، وهناك مكسب سريع قد يكون في بعض اﻻستثمارات، لكن الصناعة واﻻستثمار الزراعي يحتاجان إلى وقت لتحقيق العوائد.
– الاستثمار في قطاع الخدمات جيد، لأن موقع مصر يتوسط العالم، وعندما نتحدث عن هذا الموقع وتأثيره في التجارة الدولية أو السياحة أو الخدمات، هناك مشروعات بنية أساسية ضخمة جداً في أفريقيا تحتاج لمقاولين من العرب أو المصريين، كما تحتاج إلى رجال أعمال يتواجدون هناك، وجميع الرؤساء الأفارقة يفتحون الأبواب أمام من يريد ان يستثمر في بلدانهم ويمنحونه مميزات.
– لدينا في مصر قانون جديد للاستثمار، لكن أعتب على المستثمرين العرب في عدم الاستفادة منه، رغم أن منهم من حقق أرباحاً بالمليارات عندما استثمر في مصر سابقاً، ليجمّدوا استثماراتهم بعد أحداث الربيع العربي ويتحولوا بأموالهم إلى أسواق أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأقصى.
– يمكن أن يمنح مجلس الوزراء المصري مزايا إضافية غير الموجودة في القوانين المعلنة، كاعفاءات ضريبية لـ«10» سنوات للاستثمارات الخارجية الجديدة وغيرها، كما من الممكن أن تصبح العمالة المصرية مستثمرة وتأتي بالعملة الصعبة.
– أفريقيا أصبحت مطمعاً لكل العالم بسبب مواردها، حيث تحوي أراضيها 90 في المئة من الألماس الموجود في العالم و75 في المئة من الذهب. وتضع الصين أفريقيا نصب عينيها، فتفعيل طريق الحرير جاء من أجل أفريقيا، فمن خلاله ستوطن بكين منتجاتها في عشر دول أفريقية، وذلك يعني ان التجارة أثناء مرورها في طريق الحرير ستقف فى تلك البلاد.
– يمكن أن تقوم، لكن هناك فرق بين أن أُقدم على صفقة وأتراجع أو أن أستثمر على المدى الطويل وأضع هدفاً لذلك الاستثمار. الصينيون كانوا أذكياء عندما رسموا طريق الحرير، واليابان عبر «التي كات» تتواجد في أفريقيا، وهناك مؤتمر كل ثلاث سنوات لتستفيد طوكيو من ممتلكات أفريقيا لمصلحة شركاتها. وروسيا، أيضاً، نظمت مؤتمراً مهماً في سوتشي من أجل توطيد العلاقات الروسية – الأفريقية، كما أن تايلند تستهدف القارة الأفريقية أيضاً.
توسعات استثمارية
قال أبوالعينين أنه يعمل على تطوير استثماراته السياحية، في مرسى علم ومرسى مطروح، كما أن لديه توسعات وإحلال وتجديد في استثماراته الصناعية، وإضافة خطوط إنتاج جديدة.
من يتحدى المصري… سيخسر
يرى أبوالعينين أنه بالإمكان حل أزمة سد النهضة ببساطة، لو لم يكن خلفها دفوع سياسية، قائلاً «أستشعر أن وراء الأزمة خطة سياسية مدروسة، لكنها ستفشل، لأننا سنتحدى، ومن يتحدى المصري سيخسر أمامه، خاصة إذا كان الحق معنا، فهذا حقنا الجغرافي والقانوني والتاريخي».