أبو العينين للبرلمانيين والسفراء والوزراء ورجال الاعمال وقادة مراكز الفكر الأمريكيين والعرب:
شهدت العاصمة الامريكية واشنطن الأربعاء الماضي حدثا كبيرا. حيث عقد المؤتمر الثالث والثلاثين لصناع القرار العرب والامريكيين والذى نظمه المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية برئاسة دينالو روزفلت حفيد الرئيس الأمريكى الاسبق روزفلت. والذى شهد حضور مكثفا من أعضاء الكونجرس والسفراء العرب وعدد من الوزراء العرب والامريكيين الحاليين والسابقين وقادة مراكز الفكر والإعلاميين.
وكان المتحدث الرئيسى فى المؤتمر النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب والامير تركى الفيصل مدير الاستخبارات السعودية السابق.
وطالب ابو العينين الولايات المتحدة بأن تعمل مع مصر، والدول العربية الأخرى لوقف اطلاق النار في غزة ولبنان. وقال إن الولايات المتحدة تمتلك المفتاح والقدرة على صنع السلام.
وأشار الى أن الولايات المتحدة هى أقرب الأصدقاء لإسرائيل.. هذا يضع مسئولية عليها لإستخدام ثقلها ونفوذها للضغط من أجل وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وفتح جميع المعابر والوصول الى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين ومواجهة سياسات إسرائيل التي تهدد أمن المنطقة وتنتهك القانون الدولي وتؤدى إلى مزيد من التصعيد.
وشدد على أن الحرب لن تحقق الأمن أو السلام، فالعنف يولد العنف ويولد التطرف والفوضى. وأضاف القوة العسكرية والقتل والتجويع لن تنجح فى اجبار الشعب الفلسطيني علي التنازل عن حقوقه المشروعة. مضيفاً أن السلام هو الذي يستطيع أن يبني شرق أوسط جديد يقوم على الأمن والرخاء للجميع.
وأشار الى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أكد بشكل واضح فى كلمته أمام القمة العربية والاسلامية منذ يومين على أن الشرط الضرورى لتحقيق الأمن والاستقرار، والانتقال من نظام إقليمى، جوهره الصراع والعداء.. إلى آخر؛ يقوم على السلام والتنمية.. هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها “القدس الشرقية”.
وقال أبو العينين مصر لها تجربتها الطويلة فـي صنع السلام، وعملت مع الولايات المتحدة فى كافة جولات الحروب السابقة للوصول للتهدئة . مطالبا الولايات المتحدة أن تكثف جهودها مع مصر للوصول الى وقف اطلاق النار وأكد على أن ذلك يجب أن يبدأ الآن ولا ننتظر حتى تولى الرئيس ترامب فكل يوم يمر يعنــى مزيــد مــن الضحايـــا الأبريـــاء والخسائر لشعوب المنطقة وللاقتصاد العالمى.
وشدد على أن الشعب الفلسطينى والدول العربية تريد السلام وهناك مبادرة السلام العربية الى قدمت منذ عام 2002 والتى لو قبلتها إسرائيل ما كنا سنعيش كل هذا القتل والتدمير وعدم الاستقرار خلال الـ 30 عاما الماضية.
وشدد على أن ما يعيشه أهلنا فى غزة مأساة مروعة لن تمحا من ذاكرة الشعوب لعقود طويلــــة قادمة.
وأكد أبو العينين أن مصر تحترم اتفاقياتها الدولية ويجب على إسرائيل أن تحترم هذه اتفاقية السلام مع مصر من خلال الانسحاب من محور صلاح الدين ومن الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
وشدد على أن أن مصر بكافة أطيافها ومؤسساتها خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى فى التصدير لمخطط تهجير الفلسطينين الى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية. مشيرا الى تأكيد الرئيس الواضح من أن مصر ستقف ضد جميع المخططات، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء عبر تهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة .. وهو أمر؛ لن نقبل به تحت أى ظرف من الظروف..
وطالب الولايات المتحدة كضامنة للسلام بين مصر وإسرائيل أن تدعم الموقف المصرى فى هذا الاطار.
وعلى المستوى الاقتصادى، دعا أبو العينين الشركات الامريكية لمضاعفة استثماراتها في مستفيدة من أن مصر أكبر سوق محلى كما أنها ملتزمة باتفاقيات التجارة الحرة مع ما يقرب من نصف دول العالم تضم نحو 2 مليار مستهلك. مؤكدا أن هــذا هــو وقــت الاستثمــار فــي مصــر.
وأضاف أن مصر لديها الأمن والاستقرار والبنية الأساسية ولديها الشباب الأعلى تأهيلا والأرخص تكلفة في المنطقة. والأهم ليها الإرادة السياسية والتصميم لدعم القطاع الخاص وإزالة أي معوقات تواجهه.
مطالبا الشركات الامريكية بأن تتخذ من مصر بوابة لها للإنتاج والتصدير للشرق الأوسط وأفريقيا. لاسيما مع دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية بين الدول الأفريقية واقترح على الحكومة الامريكية إنشاء مدينة صناعية للشركات الأمريكية في منطقة قناة السويس.
مؤكدا أهمية زيادة الاستثمارات الامريكية في الصناعات عالية التكنولوجيا والطاقة المتجددة وفى إنتاج الهيدروجين الأخضر والزراعة والطاقة التقليدية وزيادة التعاون فى التعليم والعلوم والتكنولوجيا وتأهيل رأس المال البشرى..
ودعا أبو العينين الى الإسراع في توقيع اتفاقية تجارة حرة مصرية أمريكية والى عقد مؤتمر سنوى للاستثمار مصري – أمريكي لزيادة سبل التعاون الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات بين بلدينا.
واختتم أبو العينين كلمته بالتأكيد على أهمية دور الولايات المتحدة لحل أزمة سد النهضة مشيرا الى إن الولايات المتحدة لديها مفتاح حل الأزمة ولديها القدرة على الضغط على أثيوبيا من أجل التفاوض بحسن نية وبإرادة سياسية جادة للوصول الى اتفاق يحقق مصالح مصر والسودان وأثيوبيا.
وقال إن الرئيس ترامب في فترته الأولى كان له موقفاً واضحاً وعادلاً وقوياً. ورعى جهود وساطة نجحت فى صياغة اتفاق منصف.
وقد قبلت مصر الاتفاق ووقعت عليه وقبلته السودان، لكـن أثيوبيا بعدما شاركت فى صياغته تهربت من التوقيع عليه في اللحظات الأخيرة.
وطالب إدارة ترامب الجديدة بأن تنهى ما بدأته. مؤكدا أن النيل قضية وجودية لمصر. ومصر لن تتسامح مع أي تهديد وجودي لحياة مواطنيها.