فاز رجل الأعمال محمد أبو العينين الرئيس الشرفى للبرلمان الأورومتوسطى بجائزة الشرف والعطاء الاجتماعى لعام 2018 من منظمة الثقافة والتضامن الإيطالية وهى أكبر منظمة ثقافية فى إيطاليا، وجاء اختيار أبو العينين والدكتور زاهى حواس الذى فاز بالجائزة فى الآثار كأول شخصيات عربية تحصل على تلك الجائزة فى تاريخها.وخلال الحفل الكبير الذى أقيم على مسرح «دال فيرم» التاريخى فى ميلانو تم عرض فيديو يروى مشوار عطاء محمد أبو العينين فى العمل الاجتماعى والإنسانى والثقافي، سواء داخل مصر أو خارجها، شهد الحفل حضورا من جانب السفارة المصرية متمثلا فى السفير إيهاب أبو سريع، القنصل العام فى ميلانو.
وذكر بيان المنظمة الإيطالية فى ميلانو أن «أبو العينين» فاز بالجائزة لدوره الاجتماعى البارز وعطائه المتواصل عبر تاريخه الطويل، وكذلك دوره فى تعزيز ودعم التعاون بين شعوب العالم، والصداقة والتعاون بين مصر وايطاليا .
وأكد «فرانشيسكو فيفاكوا» رئيس منظمة الثقافة والتضامن الإيطالية، أن أعضاء تحكيم الجائزة اختاروا منح جائزة العطاء الاجتماعى لعام 2018 لرجل الأعمال محمد أبو العينين تكريما لدوره البارز فى المجال الاجتماعى وإعلاء قيم الثقافة والتضامن والتعايش والسلام بين الشعوب، وكذلك لدوره البارز فى التعاون بين الشعوب عالمياً والتزامه بتعزيز التراث الثقافى لمصر، ودعمه القوى للصداقة والتعاون بين الشعبين المصرى والإيطالى،
مؤكدا أن أبو العينين ليس سياسيا بارعا ولا اقتصاديا مرموقا فقط ولكن رجل عطاء من الطراز الأول، يمتلك دورا اجتماعياً وخدمياً كبيرا، إلى جانب جهوده المستمرة فى مجالات الثقافة والتضامن مصريا وعالمياً، وأن المنظمة تهدف دائما إلى تكريم هؤلاء الذين يساهمون اجتماعيا بشكل قوى والاعتراف بدورهم البارز فى تحقيق نتائج مهمة فى المجالات الاجتماعية التى تفيد وتمس الإنسانية والشعوب، وأنه واحد من هؤلاء الذين قدموا الكثير فى المجال المجتمعى والثقافى.
وتعتبر منظمة «الثقافة والتضامن» واحدة من أكبر المؤسسات الإيطالية والدولية فى مجال العمل الإنسانى والاجتماعى حيث تهدف إلى نشر كل ما يعبر عن الثقافة والتضامن وزيادة الوعى فى القضايا العالمية المتعلقة بالحفاظ على تعزيز الثقافة فى شتى المجالات سواء الفن و التاريخ والآثار والمسرح والسينما والفنون، وتحظى المنظمة الإيطالية الشهيرة برعاية مجلس النواب واتحاد الكرة الإيطالى ومجلس مدينة ميلانو، ويتم اختيار 20 فائزا كل عام فى شتى المجالات للفوز بجوائز نجوم العطاء الاجتماعى فى العالم، سواء أشخاص أو مؤسسات اعترافا بدورهم فى المجال الاجتماعى والثقافى والتضامن بين الشعوب وتحقيقهم نتائج مؤثرة فى تلك المجالات، وأقيم الحفل هذا العام 2018 للمرة العاشرة فى تاريخه، وتم تأسيس جوائز العطاء الاجتماعى الدولى بهدف الاعتراف بهؤلاء الذين يبذلون جهودا من أجل الإنسانية ولتثمين عطائهم.
وفى كلمته فى حفل التكريم عبر أبو العينين عن سعادته بالفوز بجائزة الشرف والعطاء الاجتماعى، مؤكدا أن المصريين والإيطاليين شعبين تربطهما علاقات صداقة قوية تضرب فى جذور التاريخ، شعبين محبين للإنسانية والتعايش والسلام
وقال إنه فى بداية حياته فى عالم الأعمال قرر إنشاء مصنع للسيراميك فى مصر بالعاشر من رمضان ونقل الخبرات الإيطالية وتعليم المصريين تلك الصناعة، وكان شريكه الإيطالى لديه بعض القلق من المشروع الضخم، ولكن أبو العينين أصر على موقفه، فاخبره شريكه أنه يذكره بنفسه منذ 60 عاما عندما بدأ فى إنشاء أول مصنع بإيطاليا وجميع أصدقائه نصحوه بعدم المغامرة ولكن ثبت على موقفه، بعدها وخلال سنوات أصبحت شركته الأولى فى العالم.
وأضاف أبو العينين أن مصنعه الأول الذى أسسه فى مصر حقق نجاحا كبيرا، فبعد 3 سنوات من تأسيسه أصبح أول وأكبر مصنع لإنتاج السيراميك فى الشرق الأوسط، وكان ينتج وقتها 2500 مترا من السيراميك فى اليوم، بينما وصل الإنتاج حاليا إلى 200 ألف متر يوميا.
وأوضح أن المصريين والإيطاليين بينهما الكثير من الروابط، وأنه شخصيا لا يمكن أن ينسى العلاقة الخاصة التى تربطه بإيطاليا حيث تحدث عن زوجته الإيطالية التى عاشت معه 10 سنوات قبل وفاتها، ووصف تلك السنوات بأجمل سنوات حياته، وأنه رغم مرور السنوات لا يستطيع نسيانها حتى الآن وأنه ظل 3 سنوات يشعر بالحزن ويرى صورتها أمامه كل يوم، وقد لاقت كلمته عن زوجته تفاعل وحماس من الحضور الذين عبروا بالتصفيق الحاد عند حديثه عن حبه ووفائه لزوجته الراحلة.
وأكد أبو العينين أن زوجته الإيطالية باولا رحمها الله كان همها الأول مساعدة الآخرين فى الحياة، وأنه يسير على نفس النهج، حيث بنى باسم زوجته 10 مدارس إلى جانب بناء عشرات المستشفيات داخل وخارج مصر وعدد من المساجد و الكنائس.
وخلال حديثه وبسبب العلاقات القوية التى تربطه بالشعب الإيطالى وجه أبو العينين الدعوة لكل من يرغب فى زيارة مصر من الإيطاليين بالإقامة فى منتجعات كليوباترا فى شرم الشيخ والغردقة مجانا وبدون مقابل، وذلك بسبب حبه وارتباطه بالإيطاليين طوال مشوار حياته، الأمر الذى لاقى حماس الحضور وأخذوا فى التصفيق والترحيب بالدعوة لزيارة مصر.
وأشار خلال كلمته من على مسرح« دال فيرم» التاريخى فى ميلانو والذى يعود بناؤه للقرن التاسع عشر، إلى أن سعادته بجائزة الشرف والعطاء الالتزام الاجتماعى تأتى لأنه تكريم مختلف عن مشوار من العطاء بدأ منذ 40 عاما ، تكريم عن شىء قريب لقلبه.
ولفت أبو العينين «شعور جميل أن تكون سببا أو جزء من تخفيف معاناة وآلام الآخرين، فى أن تحول دموع البسطاء لفرحة وتبدل حزنهم لابتسامة، فتلك السعادة الحقيقة فى الحياة »، مشيرا إلى أنه طوال حياته كان ذلك بالنسبة له أعظم كثيرا من تحقيق صفقة اقتصادية يمكن أن يربح منها أمولا، لأنك ربحت شيئا أعظم دعوة من القلب ربما تكون طريقك للجنة، مؤكدا أننا جميعا معرضين فى أى وقت لتلك المواقف ووقتها سنحتاج إلى شخص يقف بجانبنا، وأن هذا كان تفكيره دائما، وبداية طريقه للنجاح الحقيقى فى الحياة.
وتابع أنه علينا اليوم أن نبعث بتحية كبيرة لكل هؤلاء الصادقين والأوفياء فى العالم الذين يوقفون عجلة الزمن ليوجهوا الشكر لنجوم العطاء الاجتماعى فى حياتنا، الذين يبذلون الجهد ويقدمون كل ما بوسعهم من أجل الإنسانية والتعايش والسلام وتخفيف معاناة وآلام الناس، تكريمهم فى المحافل الدولية رسالة قوية تعنى أننا نقدر ما تفعلونه وتكريمهم دافع قوى للاستمرار وبذل المزيد من الجهد والعرق وتحفيز للآخرين للسير فى نفس النهج وطريق الخير للإنسانية.
وأكمل أن الأديان السماوية الثلاثة تدعونا وتحثنا على الحب والتعايش والتآخى والشعور بالآخرين وتخفيف ألامهم، وأننا نحتاج إلى كل ذلك اليوم أكثر من غد، خاصة مع ما يعيشه العالم من حروب وأحداث صعبه.
واستطرد، «جميعنا يؤثر فى الآخر فعندما تسقط سوريا وليبيا تصبح أوروبا مهددة بالهجرة غير الشرعية، وعندما يظهر تنظيم داعش الإرهابى تضرب التفجيرات العديد من دول العالم، علينا أن نتماسك جميعا بقوة ونواجه ونكون عونا لبعضنا البعض، فنحن فى أشد الحاجة لأن نكون سويا صوتا واحدا ننصر الحق ومبادئ الإنسانية فى التعايش بسلام» .
ووجه أبو العينين التحية لهؤلاء الذين وهبوا حياتهم من أجل إنقاذ الآخرين لمن يقدموا ولازالوا يقدمون فى صمت كل ما فى وسعهم من أجل سعادة الآخرين والعيش بمحبة فى كل بقعة على الأرض، يذكر أن الحفل قدمته الممثلة الإيطالية جويندا جوريا، وقامت بالغناء خلاله المطربة جلوريا زكاريا، إلى جانب تقديم العديد من الفرق لعروضها على المسرح.