في إطار النشاط المكثف الذى يقوم به رجل الأعمال محمد أبو العينين، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأوروبى ورئيس مجموعة سيراميكا كليوباترا، بعقد لقاءات مع كبار المسئولين الأوروبيين وغيرهم، لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث فى مصر، ومحاولات دفع عجلة الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات للمساعدة في الخروج من الأزمة الحالية، عقد مجلس الأعمال المصري الأوروبي اليوم، اجتماعا بحضور سفير بريطانيا بالقاهرة جون كاسن.
ووجه رجل الأعمال محمد أبو العينين، عدد من التساؤلات للسفير حول رؤيته لمصر الآن كبلد مستقر وآمن ، وما يحدث فيها من تنمية وأمان يشهد به كل من يعيش في مصر ويزورها، وما يتم نقله في بعض وسائل الإعلام الأجنبية من صورة عكسية بغرض ضرب السياحة والاستثمار وتشويه صورة مصر في الخارج، وطالب السفارة البريطانية بأن تسهم في تصحيح ما ينشر بصورة غير حقيقية في بعض الصحف البريطانية وتقدم صورة حقيقية عن الأمن والأمان الذي تتمتع به مصر.
كما تساءل هل ستشهد في الفترة القادمة مزيد من المساندة البريطانية لمصر كشريك للتنمية، وانجلترا هي أكبر مستثمر في مصر، وتوجد شركات بريطانية كثيرة ناجحة تعمل في مصر في مجالات كالبترول والاتصالات والتعليم.
وأكد رئيس مجلس الأعمال المصري الأوروبي ضرورة تنمية علاقات مصر مع بريطانيا في الفترة القادمة خاصة لزيادة الاستثمارات البريطانية في مصر في قطاعات البنية الأساسية، وفي محور تنمية قناة السويس، ومشروعات استصلاح الأراضي، ومشروعات التكنولوجيا العالية، والطاقة المتجددة، وهذه فرص تحقق للشركات ربحية عالية. وأضاف أن مصر يعاد بنائها من جديد، ونحن الآن نخاطب العالم بلغة حديثة، ونعمل لبناء مصر الحديثة ومصر الجديدة. مشير الى أن السيد الرئيس أعلن منذ عدة شهور رؤية ” مصر 2030 ” والتي حدد فيها معالم مصر المستقبل ودعا العالم كله للاستثمار في مصر للإسهام في تحويل هذه الرؤية إلى واقع.
وأكد أبو العينين أن مشروع قانون الاستثمار الجديد، جيد للغاية وأحيي من ساهم في صياغته، هذا القانون يشجع بحق الاستثمار في مصر وتضمن حوافز وامتيازات جديدة ويميز منطقة عن منطقة من ناحية الحوافز طبقًا لأولويات التنمية في هذه المناطق، وتضمن إعفاءات ضريبية وإعفاءات أخرى، وتضمن توقيتات محددة لإصدار التراخيص والتعامل مع الجهات الحكومية.
وحيي أبو العينين هذا الفكر والجهد المبذول لجذب الاستثمارات، لأننا نقول للعالم نحن نرسم رؤى للمستقبل ونعطيك فرص كثيرة للاستثمار الآمن والمربح في مصر، ونحن أكبر سوق في المنطقة ولدينا سياسات مشجعة وفرص كبيرة للاستثمار. و أضاف أن هذا الفكر يجعل مصر محور للاستثمار في المنطقة ويؤهلنا لأن نقود حركة الاستثمار في المنطقة.
ووجه تساءل لسفير بريطانيا قائلاً” نريد أن نسمع من السفير لماذا لم تعد السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ. ومع توقف الطيران البريطاني لشرم الشيخ، محبي شرم الشيخ في بريطانيا وهم كثيرون يأتون على نفقتهم الخاصة لزيارة المدينة حتى في ظل عدم وجود طيران بريطاني.و شرم الشيخ والغردقة اليوم هما أكثر المقاصد السياحية في العالم أمنًا وأمانًا، وصباح اليوم حدثني أحد الأصدقاء عندما كان في زيارة تورينو وتعرض للسرقة، وبالتالي موضوع الإرهاب والعنف يحدث في الكثير من الدول، لكن شرم الشيخ آمنة تمامًا وأكثر من مؤتمر دولي عقد فيها شاركت فيها وفود من مختلف دول العالم.”
وطالب الحكومة البريطانية تسهيل عودة السياحة البريطانية إلى شرم الشيخ وإلى الغردقة وكل أنحاء مصر، ونحن شعب يرحب بالسائحين من جميع دول العالم.
وتحدث السفير البريطاني في النقاط التالية:
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأسبابه وذلك حتى تستعيد بريطانيا سيادتها وتمكين بريطانيا من التحكم في العولمة.
ماذا يعني خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمصر؟ خلال العامين والنصف القادمين لن يكون هناك تغيير بالنسبة لمصر، وسوف يكون هناك شيئين ملموسين في علاقة مصر بالاتحاد الأوروبي وهما ما يتعلق بالعلاقات التجارية والمساعدات التنموية لأن اتفاق الشراكة المصرية الأوروبية يعطي للمنتجات المصرية حق النفاذ للسوق البريطاني بدون جمارك بالنسبة للسلع الصناعية، وتحظى بمزايا تفضيلية لإدخال الحاصلات الزراعية.
وسوف تستطيع مصر أن تصدر وفق هذه المزايا خلال العامين والنصف القادمين، لكن بعد مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي يتعين الوصول إلى ترتيبات جديدة بين البلدين للحفاظ على المعاملة التفضيلية، وبالنسبة للمساعدات الاقتصادية من الاتحاد الأوروبي وهي 120 مليون يورو لمصر سنويًا نصيب بريطانيا منها 15 % فسوف تستمر دون تغيير خلال العامين أو الثلاثة القادمين حتى إتمام خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبعد ذلك سوف يكون هناك ترتيبات ثنائية بين البلدين وربما تستمر أو تزيد المساعدات البريطانية لمصر على أساس ثنائى . ومن ثم فإن الاثر على مصر فى المدى القصير محدودً .
هناك أمرين أكثر تأثير لمصر بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى. أحدهما خطر والثانى فرصة . والخطر الذى نواجه سواء فى بريطانيا أو الاتحاد الاوروبى يأتي من أن خروج بريطانيا إذا تم التعامل معه بصورة سيئة وأن يؤدى الخروج الى تراجع فى الاقتصادى العالمى وهذا سيؤثر على مصر وسيؤثر على التجارة بين مصر وبريطانياً فى المدى المتوسط والطويل. ومن ثم من مصلحة مصر والجميع أن ينجح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأنه لو عانت بريطانيا ستعانى أوروبا ومن ثم ستعانى مصر. والفرصة تأتى من أن الخروج سيجعل بريطانيا أكثر عولمة وأكثر تركيزا على أوروبا، لأن رفاهية واستقرار بريطانيا والاتحاد الأوربي لا تأتى من سياسات الدول الـ 28 الأعضاء ولكن من الدول الأخرى التى تصدر للاتحاد الأوروبي المهاجرين والتطرف والنمو الاقتصادي الضخم وهذا يخص مصر ويخص سوريا والجيران الأخرين ومن ثم سيكون مهما للشركات والسياسيين والدبلوماسيين في بريطانيا أن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم.
ما الذى نتعلمه من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالنسبة للشرق الأوسط والعالم العربي. فى هذا الإقليم هناك مشكلات كثيرة فيه مثل داعش والصراع فى اليمن وسوريا وليبيا . وهذه المشكلات نتيجة ضعف الدولة والمجتمع فى هذه المنطقة وهذا بسبب سايكس بيكو والهيمنة الأمريكية والاستعمار البريطاني لكن كل هذا انتهى الان. ومن ثم لايجب استبدال الدولة القومية ولكن يجب تجديدها. مثلا في سوريا والعراق يجب إيجاد مؤسسات قومية تحظى بالشرعية والقبول من كافة شرائح المجتمع.
نحن ندعم مصر ونريد أن نكون شركاء مع الحكومة ونريد أن تكون مصر مستقرة وأمنة ومزدهرة. ولا يمكن تحقيق الازدهار الاقتصادي بدون مؤسسات جيدة وفاعلة ولن يمكن تحقيق الأمن بدون ازدهار اقتصادي ولن تتحقق الديمقراطية بدون استقرار وأمن وتنمية ومؤسسات فاعلة. وبريطانيا تدعم مصر في كل هذه العناصر.
وبالنسبة للاقتصاد فإن بريطانيا أكبر مستثمر في مصر. وفى مؤتمر شرم الشيخ العام الماضي كان من الأخبار الجيدة أن أعلنت كل من الكويت والسعودية والأمارات تقديم 12 مليار دولار لمصر وفى اليوم التالي شركة بريطانية واحدة وضعت مبلغ مماثل على الطاولة وهى بريتش بيترويلم. وفى الأسبوع الماضي شركة بريطانية ضخت 3 مليار جنيه مصرى استثمارات وشركة أخرى استثمرت 50 مليون دولار وبريتش بتروليم تنوى أن تنفق 21% من نفقاتها الاستثمارية في العالم خلال السنوات الخمس القادمة في مصر أي 13 مليار دولار ومن ثم نريد أن نظل مصدر قوى جدا للاستثمار في مصر.
بالنسبة للسياحة منذ عامين قلت أن لدينا مليون سائح بريطاني يأتي لمصر سنويا وأريد أن أضاعفهم إلى 2 مليون سائح كما كان في عام 2009 لكن هذا تحدى.
اذا رغبت مصر فى الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي لدعم برنامج الإصلاح الاقتصادي سوف ندعم مصر في هذا المجال وندعم تحسين الاقتصاد .
الأعداء الذين تقاتلهم مصر فى سيناء والأعداء الذين اغتالوا العميد رجائى أمس هم نفس الأعداء الذين نقاتلهم وعلينا إخراج داعش من سوريا والعراق وليبيا وهم من قتلوا الناس في باريس . ونحن ندعم مصر في مواجهة الإرهاب ونريدها أن تنتصر عليه. وندعم الإصلاحات السياسية فى مصر وهذا لا يعنى أننا نريد أن تكون مصر مثل بريطانيا ولكن الدولة الناجحة فى القرن الحادى والعشرين يجب أن تقوم على حكم القانون وخضوع الجميع بما فيه الحكومة للقانون ولكى يتحقق الاستقرار يجب أن يكون هناك رضاء من الناس والديمقراطية لها معانى مختلفة بين الدول لكن لابد من وجود المسائلة والشفافية. ونحن نريد لمصر أن تنجح ونريد للحكومة الحالية أن تنجح.
والنسبة للسياحة البريطانية فى مصر فهناك سياح بريطانيون الأن في الأقصر والغردقة والقاهرة ومرسى علم ولدينا رحلات طيران لأماكن كثيرة لكن هنا فى مصر تركيز على موضوع شرم الشيخ
بالنسبة للإخوان المسلمين في بريطانيا لازم نعترف بأهمية التقرير الذى نشرته الحكومة البريطانية منذ سنة تقريبا عن الإخوان وتحليله حول الإخوان، وللمرة الأولى في تاريخ الدول الكبرى، الدولة البريطانية أعلنت بشكل واضح أنه يوجد تناقض بين القيم البريطانية وأيديولوجية وأعمال الإخوان وأنه يوجد غموض في علاقة الإخوان بالعنف وباستخدام العنف في السياسة والتغيير الاجتماعي، وقررت الحكومة البريطانية من هذه النقطة إعتبار أن العضوية في الإخوان من إشارات التطرف تحت السياسة والاستراتيجية الجديدة لمكافحة التطرف في بريطانيا.
بريطانيا في قيادة الائتلاف الجديد بالنسبة لخطورة أيديولوجية المتطرفة للإخوان، وإن شاء الله سنرى خطوات مختلفة وإيجابية في هذا الموضوع فى الفترة القادمة.